تم مساء اليوم الثلاثاء بالدارالبيضاء توزيع الجوائز على خطباء الجمعة الفائزين بجائزة المجلس العلمي الأعلى للخطبة المنبرية، والمنتمين إلى جهتي الدارالبيضاء -سطات وبني ملال -اخنيفرة. وبلغ عدد الفائزين بهذه الجائزة، التي أحدثت بهدف تشجيع خطباء الجمعة على تحسين أدائهم، والتي تمنح لأحسن خطيب على المستوى الوطني، والجهوي، والمحلي، 20 خطيبا جرى انتقاؤهم من طرف المجالس العلمية المحلية بكل من الجهتين. وتوزع الفائزون بهذه الجائزة، التي تمنح للمرة الأولى في هذه السنة، والتي سيتم توزيعها على مستوى باقي الجهات وفق برنامج يشمل مدن الرباط وفاس ومرا كش، على فئات تشمل الجائزة التنويهية التكريمية الجهوية للخطبة المنبرية (أحسن خطيب على صعيد كل جهة)، والجائزة التقويمية للخطبة المنبرية لأحسن خطيب على الصعيد المحلي بالمدينة، والجائزة التقويمية للخطبة المنبرية لأحسن خطيب على الصعيد المحلي بالبادية . وفي كلمة له بالمناسبة، شدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق على أهمية الدور الذي يضطلع به علماء الأمة في تبليغ تعاليم الدين الإسلامي باعتماد خطاب الوعظ والنصيحة، مشيرا إلى أن العالم والخطيب ينبغي أن تكون له دراية بأبعاد الرسالة النبيلة التي تحملها خطبة الجمعة، والتي لا يمكن بأي حال تحميلها مضامين تحيد بها عن مراميها النبيلة. وحسب وكالة المغرب العربي للانباء، فان الوزي حدد في هذا الإطار جملة من الضوابط التي ينبغي أن تجتمع لدى خطيب الجمعة، منها حسن اختيار الموضوع واستشهاداته، وإدراك سياقاته وقدرته على إفادة المتلقين، وملاءمة مضامين الخطبة مع ثوابت الأمة الدينية واختيارات علمائها المجتهدين، وإعمال مبدأ التأويل انطلاقا من معيار جلب المصلحة ودرء المفسدة، علاوة على البعد المقاصدي ومراعاة السياقات الزمانية والمكانية لموضوع الخطبة، والأثر المحدث لدى المتلقين. وخلص التوفيق إلى أن مسؤولية العلماء هي مسؤولية أخلاقية ودينية ثابتة، تقوم على تزكية النفوس والرقي الروحي بها، وليست إدارية، مقرا في الوقت نفسه بالصعوبات التي تعترض خطباء الجمعة في أداء مهامهم الإرشادية، وتحول دون تحقيق مردودية أكبر، وأشار إلى أن كل الجهود منكبة اليوم من أجل تهييء الظروف الملائمة لأداء تلك المهام، وتأهيل هذا المجال الذي يكتسي أهمية محورية داخل المجتمع المغربي، وذلك باعتماد كل وسائل الدعم والتحفيز. ومن جهته، أبرز الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، في كلمة له بالمناسبة، أن تكريم خطباء المملكة ورجالات المنبر، يأتي في سياق المبادرات الرامية إلى تنزيل ورش إصلاح وتجديد الخطاب الديني الذي يصبو إليه المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس. واعتبر أن مسار الإصلاح الذي يشهده المغرب حاليا يتمحور كله حول رسالة المسجد وتجديد خطابه ورعاية منابره وتحديث الخطابات المنبرية، مؤكدا أن دور المسجد لا ينحصر فقط في دوره التربوي الديني، بل يتعداه نحو وظائف تنموية أخرى منها ما هو اجتماعي، وما هو تعليمي وتثقيفي، مضيفا أن الرهان اليوم يتمثل في أن يكون المسجد حاملا للرسالة المحمدية الخالدة، وأن يكون الخطيب واعيا بكونه يتحمل مسؤولية الإنابة عن الرسول الأكرم، مستحضرا لتبعاتها. وشدد على أن مهمة الخطيب تكمن بشكل أساسي في الارتقاء بالفرد المسلم، لأداء الأمانة الملقاة على عاتقه، وهي أمانة الاستخلاف، مشيرا إلى أن الجائزة تصبو إلى أن يخطو الخطيب بالمنبر خطوات رصينة في اتجاه الإصلاح الحقيقي.