فوجئ صبيحة يوم السبت 22 أكتوبر الجاري، عدد من المواطنين بمنطقة إليغ قرب مستشفى الحسن الثاني بشابة وقد اعتلت أحد أعمدة الكهرباء ذات الضغط المرتفع وهددت بإلقاء نفسها إن لم يتم إنصافها من أحد أبناء شخصية نافذة بالمنطقة، والذي ادعت أنه اغتصبها بالقوة وظل يعدها بالزواج منذ سنة 2011 إلا أنه لم يف بوعده، كما تم حفظ الشكاية التي رفعتها ضده بسبب عدم كفاية الأدلة. وقد ربطت "المساء"، الاتصال بعائلة المعنية بالأمر، لتروي حكاية الشابة التي يبلغ عمرها ستة وعشرين سنة، والتي تم إيداعها قسم الأمراض العقلية بالمستشفى الإقليمي لإنزكان. وتعود تفاصيل هذه الحكاية إلى سنة 2011 عندما كان نجل أحد الشخصيات النافذة بأكادير يتربص بها عندما كانت تلميذة بإحدى الثانويات وسط المدينة، وكانت تتجنبه إلى أن فوجئت ذات مرة وهي تغادر محلا للحلاقة بالمتهم يشهر سكينا في وجهها ويطالبها بمرافقته وإلا فإنه سوف يطعنها ويطعن نفسه هو الآخر فأذعنت تحت التهديد لرغبته، خاصة وأنها لاحظت أنه لم يكن في حالة عادية بل كان تحت تأثير أحد أنواع المخدرات القوية. وذكرت الضحية، حسب ما تم تدوينه بمحضر الشرطة القضائية، أنه رافقها إلى فيلا في طور البناء توجد في ملكية والده حيث قام باغتصابها تحت التهديد بالسلاح، وبعد أن قضى منها وطره وعدها بأنه سوف يتزوجها ويصلح غلطته، جعلها تتردد في التبليغ عن هذه الجريمة، كما أنها أخبرت أسرتها بالواقعة، وخوفا من "الفضيحة" اضطرت الأسرة إلى البحث عن حل ودي لطي هذا الملف. دخول والد المشتكى به على الخط وذكرت الضحية أن والد الشاب الذي اعتدى عليها زار أسرتها ووعدهم بأن يسوي الأمر عن طريق الزواج، مما جعل أسرة الضحية تتراجع عن سلك المساطر القضائية، ولاسيما أن واقعة الاغتصاب تعود إلى فبراير من سنة 2011. وفي غضون تلك السنة حدث أن قام الشاب ذاته بالاستيلاء على مبلغ مالي من أبيه دون علمه وسافر إلى مدينة وجدة، وعندما علم والده بذلك تقدم بشكاية إلى مصالح الشرطة القضائية متهما ابنه بالسرقة، ومن أجل استدراجه تم تدبير اتصال الضحية بهذا الشاب، حيث اتصل بها وأخبرها بأنه سرق أموالا من أبيه وطلب منها أن تلتحق به من أجل بدء حياة جديدة وطي صفحة الماضي، وكانت المكالمة تجري تحت أسماع والده الذي كان غرضه من كل هذه الاتصالات هو الإيقاع بابنه الذي سرق منه مبالغ مالية وصفت بالمهمة. بعد ذلك انتقل أب الشاب المعتدي والضحية وأحد أفراد عائلة المعتدي إلى مدينة وجدة حيث تم إخبار مصالح الشرطة القضائية هناك من أجل نصب كمين للابن السارق، وبعد أن استدرجته الفتاة إلى إحدى محطات الحافلات بمدينة وجدة تم إلقاء القبض عليه الأمر الذي جعله يثور ويتوعدها بالانتقام لأنه وثق فيها فيما أوقعت هي به في يد الشرطة. وبعد مرور بعض الوقت تقدم الأب بتنازل عن الشكاية التي سبق أن رفعها ضد ابنه بتهمة السرقة، وقبل أن يتم إطلاق سراحه طلب من الفتاة أن تغادر بيته لأن ابنه سيطلق سراحه بعد بضعة أيام، والذي ربما قد ينتقم منها، وهو ما حدا بها إلى مغادرة بيت والد مغتصبها مما جعلها تتقدم بشكاية إلى النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بأكادير، في الخامس من شهر أبريل من سنة 2012 ضد الشاب الذي اغتصبها، متهمة إياه بالاحتجاز والاغتصاب والعنف المؤدي إلى افتضاض البكارة والإمساك عن تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر والتستر على جريمة. بعد إطالة التداول في القضية..تأزم الحالة النفسية للضحية وبعد سنة من التداول في القضية تم حفظ هذه الشكاية بتاريخ 13 مارس 2013 بعلة انعدام الدليل، وهو ما أدخل المعنية بالأمر في حالة من المعاناة النفسية بعد أن لاحظت أن هذه الواقعة غيرت مسار حياتها بعد أن كانت متفوقة في الدراسة، وكانت تتقدم خطوات في موهبتها في التمثيل بعد أن شاركت في ثلاثة أعمال فنية مشهورة، وبعد أن تأكدت بأن نفوذ والد مغتصبها ممتد إلى العديد من المؤسسات قامت بمحاولة الانتحار لينتهي بها الأمر في مستشفى الأمراض العقلية. وتبعا لذلك، صرح أفراد أسرتها، بعد زيارتها مساء يوم الثلاثاء 25 أكتوبر، بأنها توجد في وضعية كارثية جراء حشرها مع بعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات حادة، وبأنها رفضت تناول الدواء وتطالب بإخراجها من المستشفى مؤكدة أنها في كامل قواها العقلية. وطالبت الأسرة الجهات المعنية بفتح تحقيق في هذه النازلة وإنصافها من الظلم الذي لحق بها والأذى النفسي الذي تسببت فيه هذه الواقعة