رجل الأعمال الشهير يتهم البلاط. ليس المقصود هنا اتهامه للقصر بتضييق الخناق عليه كي لا ترسى عليه أي من صفقات أراضي الدولة، بعد أن اشتد حبل الخلاف بينه وبين القصر. إنما المقصود هنا، اتهامه للقصر بحرمانه من الدخول في صفقة تفويت شركة "لوسيور" التي باعها الهولدينغ الملكي في سياق "الرجيم" الذي خضع إليه بعيد هبوب نسمات الربيع العربي، ولم يفز بالصفقة إلا المجموعة الفرنسية sofiproteol. اتصلنا في "فبراير.كوم" بالهولدينغ الملكي لنعرف الأسباب التي تقف وراء إقصاء المستثمرين المغاربة من الصفقة وفي مقدمتهم هولدينغ "يينا".
كانت الخطوة أشبه بمحاولة يائسة نكاد نجزم سلفا أنها ستٌواجه بالأبواب الموصدة وبصفق السؤال في وجهنا، لكن مفاجأتنا كانت كبيرة، لأن ثمة من قبِل الرد على سؤالنا.
كل شيء بدأ في شهر مارس من السنة الماضية، كما تؤكد رواية الهولدينغ الملكي التي يدعمها ببعض الوثائق.
إذ توصل هولدينغ "يينا" لصاحبه ميلود الشعبي برسالة من "سيجر" الشركة الوطنية للاستثمار عبر الوسيط أو بالأحرى البنك الذي عهد إليه بإتمام صفقة "لوسيور"، وهو والحالة هاته بنك"لازار"، لإخباره باستعداد الهولدينغ الملكي بيع حصة مهمة من شركة "لوسيور كريستال"، وذلك في إطار الانفتاح الذي شرعت فيه الشركة الوطنية للاستثمار، وهكذا أخبر بنك "لازار"، هولدينغ "يينا" فيما إذا كان يرغب في شراء أسهم "لوسيور كريستال"، وأنه - في هذه الحالة - عليه أن يعبر عن رغبته كتابة، حتى يتسنى له التوصل باتفاق، حيث حرص بنك "لازار" في رسالته التي ننشرها، على التأكيد بأن خطوتهم تلك، تدخل في إطار الانفتاح والتنافسية.
لكن، يبدو أن ميلود الشعبي لم يكن مهتما بالعملية، حسب رواية سيجر دائما، ولذلك وجه رسالة في فاتح أبريل للمسؤول الأول عن بنك "لازار" يخبره فيها عن عدم رغبته في المشاركة في هذه العملية، وهي الرسالة التي يعض عليها اليوم القصر بالنواجد، للتأكيد على أن رجل الأعمال الشعبي لم يكن مهتما بهذه الصفقة وأنه لم يتعرض لأي إقصاء.
الأكيد، أن هذه القضية ستسيل المزيد من المداد، وأن رجل الأعمال الذي وضعته مجلة فوربيس كواحد من أثرى أثرياء المغرب ضمن لائحة تضم أبرز أغنياء العالم العرب، سيقول كلمته التي لن تكون بالضرورة الأخيرة في ميزان الثروة والسلطة اللذين كلما تنافسا مع بعضهما البعض إلا وكان للغة شد الحبل صوتها القوي أحيانا والمبحوح أحايين أخرى.