صحة إسرائيل ليست على ما يرام، فرئيس وزرائها الأسبق أرييل شارون الذي غطّ في غيبوبة استمر عليها 8 سنوات يتمّها السبت المقبل، تدهورت صحته فجأة ليلة أمس الأربعاء. أما الحالي بنيامين نتنياهو فهو منذ يومين في مستشفى "شعاري تصيدق" بالقدس "لإجراء فحوصات في جهازه الهضمي" وُصفت بالروتينية، لكن طبيبه الشخصي تسفي بركوفيتش قال إن الأطباء قاموا بتشخيص وإزالة "ورم صغير" من مصرانه الأعور، المعروف طبياً باسم القولون. الورم استأصله البروفيسور عيرن غولدين، رئيس قسم الجهاز الهضمي بالمستشفى، ولم يرد عنه شيء في بيان أصدره مكتب نتنياهو وشرح فيه أن الفحوصات "روتينية من أجل إكمال التقرير الطبي الرئيسي الذي يعلن خلال كل عام للجمهور في إسرائيل". لكن معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اطلعت عليها "العربية.نت" نشرت خبر الاستئصال، علماً أن أي استئصال مثير للقلق دائماً. ولأن نتنياهو عجز عن إدارة منصبه كرئيس للوزراء أثناء الفحوصات فقد اختار أعضاء حكومته بالتصويت وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ليتولى مهامه إلى حين خروجه من المستشفى، طبقاً لما ورد في الإعلام الإسرائيلي وعبر الوكالات عن نتنياهو البالغ عمره 64 سنة.
ولكن ما حدث لشارون مختلف، وفصّلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بقولها أمس إن صحة رئيس الوزراء الأسبق، المتم 85 سنة من عمره في فبراير المقبل، تدهورت بشكلٍ ملحوظ مساء أمس الأربعاء، إلى درجة أن بعض الأجهزة في جسمه "توقفت تماماً عن العمل مثل الكليتين"، موضحة أنه فاقد للوعي وتم نقله للعناية المركزة بمستشفى "شيبا" الموجود فيه حالياً، وهو بين الأكبر في إسرائيل ويقع بمدينة تل هشومير المجاورة لتل أبيب. كما نقلت عن معالجيه الأطباء أنه إذا استمر التدهور بصحته "فمن غير الممكن السيطرة على باقي أجهزة الجسم".
وكان شارون أُصيب بجلطة دماغية خفيفة في 2005، وتلتها ثانية أقوى منها في 4 يناير 2006 وبسببها خضع لعملية جراحية دامت 6 ساعات في مستشفى "عين كارم" بالقدس، لكنه دخل برغم نجاحها في غيبوبة طويلة ربطوه أثناءها بأجهزة دقيقة عملت على تشغيل القلب والمخ، في حين حالت غيبوبته دون أن يقف على رأس حزب "كاديما" الذي أسّسه بعد انفصاله عن الليكود، فتولى الرئاسة إيهود أولمرت بصفته كان قائماً بأعمال رئيس الوزراء. ومرّ شارون - بحسب ما راجعت "العربية.نت" من أخبار عن أرشيفه الصحي - بتذبذبات طبية طوال الغيبوبة التي رفضت عائلته خلالها فصله عن الأجهزة الطبية، آملة حدوث "معجزة طبية" تنقذه مما هو فيه، وسط تأكيدٍ من خبراء في الغيبوبات أنه لا مجال لمعجزة أرضية لرجل بعمره معتلّ الصحة على كل صعيد، فظل حياً كما النبتة بلا شعور.
مع ذلك، كان ابنه جلعاد وشقيقه عومري يرددان مداورة عبارة: "أنا متأكد أنه يسمعني حين يكون مستيقظاً، فهو ينظر إليّ ويحرّك أصابعه"، بعد كل زيارة قاما بها طوال 8 سنوات من غيبوبة الأب المثير للجدل.