لا أحب الأطفال الرضع ولست مجبرة لأحبهم كي أكون حنونة وعطوفة.. لا أحب البحر، غروب الشمس لا يثيرني، ورود حمراء لا تحرك فيا شيئا، ولست مجبرة كي أكون رومانسية.. لا أداعب القطط، لا أهتم بها، وعندما أصادفها لا أقول لها: " وينو مينو، وبسس مينوشة" كي أكون أكثر أنوثة.. لا أحب الكعب العالي، مُتعِب ولا يروقوني، ولن أفعل كي أعجبكم وأثير شهيتكم كامرأة كاملة الأنوثة.. لا أحب أحمر الشفاه الفاقع.. لا أطيل أظافري، ولن أفعل فقط لأظهر لكم أني أنيقة فأنا لا أملك الوقت الكافي للاهتمام بها.. لست مجبرة على الأكل "بالفورشيط" في حضرة شخصيات مهمة في عشاءات العمل، أتخذ الوضع الذي يريحني فوق كرسي المطعم، ولا أتصنع الانضباط "البريستيجي" ... لست مجبرة أن أترجم " la pute " عندما أقصد أن أقولها " قحبة" فقط لينعتني الآخرون بالمتأدبة.. في جميع الحالات هي "عاملة جنس"...لا أستنكر عندما يتحدثون عن المواقع الإباحية ويتبرأون من مشاهدتها... نعم أفعل... لا آكل اللحم ليس لأني " végétarienne" وأهتم بمنظري وبقامتي، ولكن بكل بساطة لأني لا أطيق رائحته... لا أشرب الخمر ليس لأنني مسلمة أكثر إيمانا من الاخرين، ولكن فقط لأن مذاقه لا يثيرني، حالات السكر لا تروقني... وهن يتحدثن عن جهلهن الطبخ "تبعكيكا" وهن يمثلن الفتاة العصرية التي تخاف من ضياع "المانيكير"، أجدها فرصة لأفتخر بكوني أجيد الطبخ منذ سن 10 سنوات ولا أخاف من اصفرار يدي بالزعفران. عندما يتحدثون عن الحب... لا أدعي البطولة وأتحدث عن "أنني واعرة في تطياح الرجال" وأنني "قاصحة وحافظة سواري" بل أعترف بكل بساطة أنني أحببت وتعذبت و"تكرفست" وبكيت وسهرت وتألمت وعانيت وخدعت وتركني وذهب... عندما أكون مع " كيلي ميني" أصمت عندما يتحدثون عن "الشوبينع" من باريس ولندن ونيويورك... أصمت جدا لأنني لا أفقه في "الموضة" شيئا... لا أخجل من كوني عشت في أكثر الأحياء شعبية في الرباط " القامرة" لمدة سنة ونصف ولا أبرره بأنه كان المكان الأقرب لمكان دراستي، بل فقط بكل بساطة لأني لم أكن أملك المال الكافي لأكتري في مكان غير ذلك... في غرفتي أعيش الفوضى، أحبها، تلهمني.. النظام يرهقني وأحيانا يبدو لي تافها، فما معنى أن يكون لكل شيء مكان يوضع فيه.. ملابسي تتحرر من الخزانة والكل ساخط، غاضب، منفجر... غرفتي تعكسني، تترجمني، تمثلني... لن أنافقني. بكل بساطة لست مجبرة أن أكون غير ما أنا عليه كي تحبونني، كي تحترمونني وكي تفهمونني.