أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان الثلاثاء مقتل المتحدث باسمه الجهادي السوري أبو محمد العدناني أثناء « تفقده العمليات العسكرية » في حلب، في وقت اعلنت واشنطن انها استهدفت قياديا في التنظيم في المنطقة ذاتها من دون ان تكشف اسمه. ويعتبر العدناني احد ابرز قادة تنظيم الدولة الاسلامية منذ تأسيسه، اذ اعلن في حزيران/يونيو 2014 تأسيس « الخلافة الاسلامية » في سورياوالعراق قبل ان يبرز اسمه اثر تكرار دعوته جهاديي التنظيم الى شن هجمات في دول الغرب. ونعى التنظيم في بيان تداولته حسابات ومواقع جهادية مساء الثلاثاء العدناني المتحدر من محافظة ادلب في شمال غرب سوريا والبالغ من العمر 39 عاما. واورد البيان »، حسب وكالة « ا.اف.بي » بعد رحلة حافلة بالتضحية.. ترجل الفارس الهمام ابو محمد العدناني الشامي ليلحق بركب القادة الشهداء ». واضاف « ترجل الشيخ اثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب ». وفي وقت لاحق، اعلن مسؤول اميركي طالب عدم الكشف عن اسمه ان « التحالف شن ضربة جوية في (مدينة) الباب في سوريا مستهدفا مسؤولا كبيرا في تنظيم الدولة الاسلامية »، من دون ان يحدد هويته. واضاف « ما زلنا نقيم نتائج هذه العملية ». وتعد مدينة الباب اخر معقل للتنظيم في محافظة حلب، حيث تدور معارك عنيفة على جبهات عدة، بعد خسارته مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا الاسبوع الماضي ومدينة منبج قبل نحو ثلاثة اسابيع. وتعهد التنظيم في بيانه بالثأر لمقتل العدناني، واورد « نبشر الانجاس الجبناء في ملة الكفر وحملة لواء الصليب فيها بما يقض مضاجعهم »، مؤكدا ان مقتله سيزيد عناصر التنظيم « عزيمة على الثار ». واعلن العدناني في 29 حزيران/يونيو 2014، « قيام الخلافة الاسلامية » في سورياوالعراق ومبايعة ابو بكر البغدادي زعيما لها. وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصا في العراقوسوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ اذار/مارس العام 2011. وفي العامين الاخيرين، كرر العدناني دعوة المسلمين و »جنود الخلافة » الى تنفيذ هجمات في الدول الاعضاء في التحالف الدولي بقيادة اميركية والذي يشن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية ضد التنظيم في سورياوالعراق. وقال في تسجيل صوتي يعود الى العام 2014 « أبذل جهدك في قتل أي أميركي أو فرنسي أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر، فارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة، وإن عجزت، فاحرق منزله أو سيارته، أو تجارته، أو مزرعته، فإن عجزت فابصق في وجهه، وإن لم تفعل، فراجع دينك ». وتبنى التنظيم منذ ذلك الحين هجمات واعتداءات دموية في دول عدة اوقعت مئات القتلى ابرزها في فرنسا وبلجيكا ودول عدة اخرى، ما دفع اجهزة الاستخبارات الغربية الى تسميته « وزير الاعتداءات » بوصفه مسؤولا عن تحفيز الجهاديين المعزولين والاشراف على الهجمات في الغرب. ويرى الباحث في الحركات الجهادية في سورياوالعراق ايمن التميمي في تصريح لفرانس برس ان مقتل العدناني « مهم رمزيا ويعكس تراجعا اكبر لتنظيم الدولة الاسلامية ». وفي تغريدة على موقع تويتر، قال الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات تشارلز ليستر ان مقتل العدناني يشكل « ضربة كبيرة » لتنظيم الدولة الاسلامية. وكتب الخبير في التنظيمات الجهادية رومان كاييه على موقع تويتر « في الذاكرة الجماعية الجهادية، يبقى ابو محمد العدناني هو من اعلن قيام الخلافة في حزيران/يونيو 2014 ». وبحسب التميمي، انخرط العدناني في الجهاد منذ اوائل ال2000 حين بايع ابو مصعب الزرقاوي ثم انتقل الى العراق مع بدء الاحتلال الاميركي وتنقل في مواقع جهادية عدة وصولا الى تعيينه متحدثا باسم تنظيم الدولة الاسلامية. وافاد مسؤولون عراقيون في وقت سابق بأن العدناني قد سجن في العراق لخمس سنوات بين عامي 2005 و2010.