مع قرب الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في الغابون، الثلاثاء القادم، يترقب المغرب ما ستفرزه هذه الاستحقاقات الانتخابية باهتمام كبير، خصوصا وأن التنافس يحتدم بين الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو، الذي تجمعه علاقة وطيدة بالملك محمد السادس، والرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، والذي خرج أمس الأحد، في ليبرفيل لاستباق النتائج الرسمية، والاعلان عن فوزه، ما يثير مخاوف من اندلاع اضطرابات. المعركة اذن حامية الوطيس بين علي بونغو، صديق المغرب، وأحد حلفاء المملكة في ملف الصحراء المغربية، وجان بينغ، الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الافريقي. فالجميع يتذكر الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس للعاصمة ليبروفيل، والاستقبال الكبير الذي خصه به الرئيس بونغو، الى جانب التعاون الثنائي الذي يجمع بين البلدين، والذي يشمل جميع المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، والدينية. أما الرئيس المعارض، جان بينغ، فيعد من بين الموالين لجبهة البوليساريو، وأحد المناوئين لمصالح المغرب، حيث قام خلال حقبة توليه رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي، بزيارة الى مخيمات تندوف في سبتمبر2011، الأمر الذي قد يفقد المغرب حليفا مهما في ملف الصحراء، في حالة وصوله الى السلطة في الغابون. وفي هذا الصدد، قلل الباحث في العلوم السياسية، والقضايا الافريقية، خالد أخراز، من شأن اعلان جان بينغ، فوزه بالانتخابات الرئاسية قبل الاعلان الرسمي عن نتائجها، مشيرا الى أنه من الطبيعي أن ينظر المغرب بقلق وترقب شديدين لنتائج هذه الانتخابات، لاسيما اذا استحضرنا العلاقات الوطيدة التي قام بارسائها الملك محمد السادس، والرئيس الحالي، علي بونغو، خلال السنوات القليلة الماضية، والدعم القوي الذي تقدمه الغابون للمغرب في ملف الصحراء. وأضاف أخراز أنه في حالة صعود جان بينغ للسلطة فسيجد المغرب نفسه في موقف حرج، سيتطلب منه عملا كبيرا للابقاء على الغابون حليفا استراتيجيا للمملكة في العديد من القضايا الافريقية، وعلى رأسها ملف الصحراء، خصوصا اذا استحضرنا أن المغرب يراهن اليوم على حلفائه في القارة الافريقية لتنفيذ استراتيجيته الجديد القائمة على محاربة التطرف، ودعم حوار جنوب جنوب.