بعدما أعلن قرب خلوده إلى تقاعد سياسي عند بلوغه سن ال45، وهو السن الذي يبلغه حاليا، عاد الرجل المعروف ب"القوي"، إلياس العماري، إلى واجهة الفعل السياسي، وتقدّم خطوات إلى الأمام داخل قمرة قيادة حزب "الجرار". فقد اختار الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى بكوري، أول خرجة له ضمن الخرجات التواصلية مع جهات وفروع الحزب، ليقدّم أمام مسؤولي وقياديي الحزب بمدينة مراكش، العضو الجديد الملتحق بفريق المكتب السياسي، ابن الريف إلياس العماري. بكوري قام بتفعيل الصلاحيات التي منحها له المجلس الوطني الأول الذي انعقد بعد المؤتمر الأخير للحزب، والتي تمكنه من إضافة ستة أعضاء إلى المكتب السياسي الذي انتخبه المجلس الوطني.
وعقدت قيادة حزب الجرار اجتماعا مطولا استمر إلى وقت متأخر من ليلة السبت إلى الأحد، احتضنه بيت عمدة المدينة الحمراء فاطمة الزهراء المنصوري. وأوضحت مصادر "أخبار اليوم" في عددها ليوم الإثنين 14 ماي 2012 أن بكوري والقيادة الجديدة للحزب، أصروا على إلياس العماري لكي يلتحق بالمكتب السياسي، ويتولى الإشراف على المعركة الانتخابية برسم الاستحقاقات المحلية المقبلة، قبل "تقاعده سياسيا" كما سبق وأعلن ذلك. فيما رفض العماري أي صفة تُلزمه بالحضور المنتظم وتحمله مسؤولية معينة، حيث كان بكوري قد اقترح عليه منصب مدير مركز الحزب. فيما يستعد ابن الريف للسفر قريبا إلى الديار الفرنسية، لمناقشة شهادته الجامعية في نهاية يونيو أو بداية يوليوز.
وبعدما عقد المكتب السياسي اجتماعه يوم أول أمس السبت بمدينة مراكش، وقدّم خلالها بكوري الأعضاء الجدد في المكتب السياسي، مُعلنا أن اجتماعات المكتب لن تبقى محصورة في "طريق زعير" بمدينة الرباط، بل ستتنقل عبر أنحاء المغرب للاقتراب من أعضاء الحزب ومحاورتهم؛ انتقلت قيادة الجرار يوم الأحد 13 ماي 2012 إلى المدينة التي ينحدر منها مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، مدينة بنكرير، وعقدت القيادة لقاء من مسؤولي الحزب بالمدينة، قبل أن تنتقل قافلة ال"بام" إلى مدينة قلعة السراغنة.
وألحق بكوري إلى جانب إلياس العماري، كلا من عضوي المكتب السياسي السابق محمد بنحمو وعلي بلحاج، والمستشار البرلماني عبد الرحيم عثمون، والوجه الجديد محمد العسري. هذا الأخير أثار موجة من الاستفهامات داخل قيادة وقواعد الحزب، لعدم معرفة أعضاء الحزب المسبقة به؛ ليجيب مصدر مطلع، أن العسري هو أحد الكفاءات العالية التي استقطبها الأمين العام مصطفى بكوري، من عالم الأعمال، حيث يُعتبر العسري أحد الأدمغة المغربية في مجال الإلكترونيك، وهو حامل لشهادة الدكتوراة من فرنسا، ويشغل حاليا منصب المدير العام لشركة "كازا نيرشورين"، المتخصصة في استقطاب الاستثمارات العالمية في مجالات التكتنولوجيا، كما عُرف العسري في السابق بتوليه زمام شركة "STMicroelectronics Maroc".
وفيما رجّحت مصادر "أخيار اليوم" أن يكون المرشح السادس للالتحاق بالمكتب السياسي، هو الشاعر صلاح الوديع، أو المسؤول الأول للحزب بجهة الدارالبيضاء وحيد خوجة؛ أثار القرار صدمة كبيرة في صفوف المعسكر الذي خرج خاسرا من معركة المؤتمر الوطني الأخير للحزب. وفوجئ جلّ القياديين السابقين في حزب الجرار ممن أُبعدوا داخل المجلس الوطني من عضوية المكتب السياسي، بخبر إلحاق خمسة أعضاء جدد، حيث كانت "أخبار اليوم" هي من ينقل إليهم الخبر، فأكدوا لها عدم معرفتهم المسبقة باجتماع مراكش أو اختيار الأعضاء الجدد للمكتب السياسي.
أحد هؤلاء "المبعدين"، قال في تصريح ل"أخبار اليوم" تنشره في عدد الاثنين، إن قرار إقصاءهم من القيادة الجديدة للحزب، "يأتي بعد غيابنا عن الدورة الأخيرة للمجلس الوطني الذي انعقد في المحمدية، تعبيرا منا على عدم رضانا على المنهجية التي تم اعتمادها في انتخاب المكتب السياسي الجديد، وعلى التغيير الذي طرأ على المشروع السياسي للحزب وتحويله إلى سجل تجاري". مصدر آخر من فئة "المبعدين"، قال إنه لن يقوم بأي رد فعل على التطور الأخير، "لأن المغرب الذي جئنا لخدمته رفقة مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة يمكنني أن أخدمه من مواقع أخرى خارج الحزب".