منذ نشر خبر إصابتها بالداء الخبيث وأنا أتابع أخبارها، علاقة معقدة ربطتني بها، ليس تعاطفا أو واجبا يفرضه علي عملي، بل لسبب أكبر وأعمق من ذلك، فبالرغم من أن ما كان يجمعنا هو مكالمات هاتفية أطمئن على صحتها فيها حينا، وأحصل على تصريحات صحفية منها أحايين أخرى.، لكنني قدرت في منال الانسانة قبل الفناة جرأتها وحرصها على التشبث بالحياة والاصرار على مكافحة الداء بإيمان قوي. ولأن الفرصة سنحت أخيرا، فقد جمعنا اللقاء بغرفتها بمركز « الشيخة فاطمة » لعلاج السرطان؛ حيث فوجئت أنا وزميلي محمد مصباح بالعفوية والروح المرحة، اللتين استقبلتنا بهما فنانة شجاعة، فتحت لنا قلبها وحدثتنا عن تفاصيل لقائها الأخير بالأميرة لالة سلمى، عن السيناريو الذي كتبته عن مرضى السرطان لكي تتخطى ألمها خلال فترة العلاج، وعن الكتّاب الذين ملئوا أنفها وروحها برائحة الأدب والجمال بدل رائحة المستشفى والدواء، وعن علاقتها بالمطبخ وأكلاتها المفضلة في رمضان.. في حوار بطعم الحب والأمل والعديد من الرسائل البليغة.