نجحت "زينب عكرود" التي تتحدر من منطقة العونات، والتي اجتازت امتحان الباكالوريا من داخل غرفة الاستشفاء التي ترقد فيها، قصد التداوي من داء السرطان، بميزة مقبول بعدما حصلت على معدل 10 من أصل 20. التلميذة "عكرود" أعربت عن فرحتها بحصولها على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الانسانية والتي اجتازت امتحانها في ظروف صعبة للغاية، وهو ما جعل طموحها يكبر إذ باتت تفكر في مواصلة مسيرة النجاح بالحصول على شهادة جامعية تخصص مادة الجغرافيا أو التاريخ تمكنها من دخول عالم التدريس، حيث تطمح ان تكون أستاذة لمادة الاجتماعيات. أمنية هذه التلميذة التي أكدت بأنها شرعت تتماثل للشفاء من داء السرطان التي وصفته "بالمرض العادي" تتجلى في الحصول على وظيفة توفر من خلاها مبلغا ماليا يساعدها على تلبية رغبة والديها في زيارة الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج. هكذا إذن تزامن موعد الامتحان الاشهادي للبكالوريا وخضوع "زينب عكرود" لفترة علاجية بالمركز الاستشفائي "ابن رشد"، ما جعل مصالح وزارة التربية الوطنية تتدخل بتحويل قاعة علاجها إلى قاعة امتحان من خلال توفير ما يلزم من وسائل تعليمية قصد تلبية رغبتها، لتنال بذلك تعاطف الجميع الذي بات يدعو لها بالشفاء أولا من الداء الخبيث وبالتوفيق والنجاح ثانيا، في أفق تلبية رغبتها في الحصول على شهادة الباكالوريا، و هو ما تأتى لها عقب الإعلان عن نتائج الامتحانات يوم الأربعاء الماضي. و كانت ذات التلميذة قد لقيت تعاطفا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تناقل "الفايسبوكيون" صورتها و هي تجتاز الامتحان بعزيمة قوية دونما اهتمام للألم ولا لأنبوب المصل المحشو بالدواء الذي ظل مثبتا بيدها وهي تمسك القلم وتحرر الأجوبة عن أسئلة الامتحان تحت مراقبة أستاذين مكلفين بالحراسة وفق ما تنص عليه قوانين إجراء الامتحان.هو نوع من العزيمة قلما يتوفر لإنسان باغته المرض الخبيث، أبانت عنه هذه الفتاة ذات الأصول الدكالية دونما استسلام، في مواجهة هذا الداء.