الغرب لا يحتاج إلى فتوى تجرم تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية لأنه غير ملزم بها من الأساس.. قد يقول القارئ ذلك عندما يرى استعدادات شركة Paramount Picture لوضع اللمسات النهائية على فيلمها الجديد Noah، أو "نوح النبي" الذي قامت بعرض المشاهد الأولى له على موقع يوتيوب، تمهيدا لعرضه أواخر مارس القادم. وأظهرت اللقطات الممثل النيوزيلاندي "راسل كرو" وهو يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام، وهو يقوم ببناء السفينة الضخمة التي ستنجيه وأتباعه من الهلاك بالطوفان، حيث استخدمت أحدث تقنيات الكمبيوتر والخدع السينمائية لتصويره خلال لقطات الفيلم، وكذلك السفينة التي ظهرت كمدينة كبيرة يفد إليها كل أنواع الحيوانات والحشرات تمهيدا ل"رحلة الحياة".
الشركة المنتجة للفيلم أكدت أن الأحداث التاريخية به ستكون مقتبسة بالكامل من الإنجيل، أملا في ألا يغضب الفيلم الطبقة المتدينة من المجتمع، في الوقت الذي يصرّ فيه دارين أرونوفسكي مخرج العمل على الزج برؤيته التاريخية الخاصة، وهو ما قد يفتح الباب لوضع سيناريوهات دخيلة بالفيلم قد تكون مختلفة كليا أو جزئيا عن سياقه التاريخي الصحيح.
ثمة نقطة أخرى ستجعل الفيلم المنتظر مادة خصبة للجدل والاعتراضات، حيث كشفت نسخة مسربة من سيناريو العمل أن المخرج يصوّر النبي كمناصر للبيئة، ويعتبر الفيضان التاريخي عقوبة إلهية على مخالفي النبي ممن لا يأبهون للنظام البيئي.