هذا ما قاله المفكر الكبير عبد الله العروي في الجزء الثاني من سلسلة الحوار الثلاثي الأجزاء مع يومية "الأحداث المغربية"، حيث قال العروي:"هل نطوي صفحة هذه الثقافة المغربية المكتوبة بالعربية ونبدأ من جديد وكأننا شعب ليست له ثقافة مكتوبة، ويريد أن يخدم ثقافته الشفوية؟! لهذا السبب رفضت منذ أول كتاب كتبته وهو "الإيديولوجية العربية" ما سميته "الثقافة الفلكلورية". وأضاف العروي في نفس اليومية لعدد الخميس 21 نونبر أنه علينا مائتي سنة أخرى حتى ننجح في فتح الدارجة على هذه المعطيات ونحقق فيها كل هذه التراكمات! وعلينا أن ننتظر مائتي سنة حتى ننجح في التعبير بالدارجة تعبيرا أدبيا محملا بالإيحاءات! هل نملك الزمان الكافي لتحقيق هذه النتيجة التي تستطيع العربية تحقيقها دون مشاكل". وقال العروي أيضا:"إذا اعتمدنا الدارجة لغة مكتوبة سينقطع المغاربة عن الثقافة العربية وما أنتجه طيلة قرون من إرث ثقافي وأدبي، وما زالت تنتجه، الأمر هنا لا يتعلق فقط بقطيعة مع الشرق العربي وشعوبه، وإنما سيتعلق بقطيعة مع الحضارة العربية ومع ما ساهم به المغاربة وأهل الأندلس في تلك الحضارة، إذا اكتفينا بتعليم الطفل الدارجة فستنقطع صلته انقاطاعا كليت بتلك الحضارة وثقافتها".