في الوقت الذي تورد أنباء عن تغير في موقف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من قضية توظيف الأساتذة المتدربين لم يغير ذلك من عزيمة هؤلاء في مسار معركتهم الاحتجاجية التي دخلت شهرها الخامس، حيث يطالبون بإسقاط مرسومين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية، الأول يقضي بفصل التوظيف عن التكوين والثاني يقضي بتخفيض قيمة المنحة إلى النصف. فقد أعلنت تنسيقية « أساتذة الغد » الوطنية عن برنامج احتجاجي جديد سيمتد حتى منتصف أبريل المقبل، عنوانه البارز التصعيد. وقد قرر المجلس الوطني للتنسيقية، الذي التأم منذ الجمعة الماضي واستمر حتى يوم أمس الأربعاء خوض أشكال احتجاجية تصعيدية محليا، على أساس خوض أشكال وطنية لاحقا، منها عقد ندوة صحفية والمشاركة في مسيرة النقابات يوم 3 أبريل المقبل بالدار البيضاء، لتتويج كل ذلك بشكل غير مسبوق، حيث يستعدون لإنزال واعتصام مفتوح بمدينة الرباط حتى يتم تحقيق مطالبهم، سينطلق ابتداء من يوم 14 أبريل المقبل. وفي الوقت الذي تؤكد الحكومة على المستوى الرسمي أن كل ما لديها قدمته لهذا الفوج خلال جلسات الحوار الماضية معهم، والتي عقدها والي جهة الرباطسلاالقنيطرة، يصر الأساتذة المتدربون على تشبثهم بإسقاط المرسومين كشرط لا محيد عنه للعودة إلى فصول الدراسة والتكوين بمختلف المراكز الجهوية. وتأتي خطوة « الإنزال المفتوح » ربما كآخر ورقة من شأنها الضغط على حكومة عبد الإله بنكيران للخروج من الصمت الرسمي الذي تواجه به الملف منذ مدة، خاصة وأن الكثيرين يعتبرون مواجهة هذا الشكل بالمقاربة الأمنية أمرا مستبعدا، بالرغم من كون عدد من أشكال الأساتذة المحلية قوبلت بالقمع والتدخلات الأمنية. وكانت التنسيقية قد نددت في بيان شديد اللهجة بالتضييقات التي يتعرض لها عدد من أعضائها، كما طالبت بإسقاط المحاكمات التي يتابع على إثرها عدد من الأساتذة المتدربين بمدن عديدة، مشيرة إلى أن الهدف من كل ذلك هو « كسر شوكة نضالاتهم المشروعة »، وفق تعبيرهم.