لم يظهر محمد معتصم، ولا محمد المانوني، ولا أي من مستشاري الملك أثناء استقبال وتعيين الملك لحكومة عبد الإله بنكيران. وحده ظهر، ظل ابتسامة وزعها على من لمحوه، ثم سرعان ما توراى خلف أسوار المشور السعيد. إنه فؤاد عالي الهمة، حسب ما أكد ل""فبراير.كوم" مصادر مطلعة. إذ شوهد صباح يوم تعيين حكومة عبد الإله بنكيران الهمة، وهو يدخل القصر الملكي بالرباط على متن سيارة "أودي" لونها رمادي، مرتديا بذلة رسمية سوداء ويضع نظرات شمسية تحمل نفس اللون. ولم يمر ظهور المستشار الوحيد للملك وهو يلج ردهات القصر دونا عن غيره من أعضاء الديوان الملكي، دون أن يثير الذين لمحوه. لكن، سرعان ما توارى الهمة من جديد، ولم يظهر أثناء التعيين وظل مختبئا وراء الكواليس، حسب نفس المصادر دائما. ولم يغادر الهمة القصر حتى بعد انتهاء مراسيم التعيين الحكومي، في حين أن وسائل الإعلام الرسمية، لم تشر إلى هذا الحضور خلال تغطيتها للحدث. للإشارة فتنصيب فؤاد علي الهمة مستشارا للملك، جاء مباشرة بعد الإعلان على نتائج اقتراع 25 نونبر، الذي بوأ مكانة مهمة لحزب العدالة والتنمية الخصم السياسي رقم 1 لحزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يقدم الهمة استقالته من الحزب الذي كان وراء ميلاده، لشغل موقع مهم في المربع الذهبي لمؤسسة الديوان الملكي. وقد اعتبر هذا التعيين بمثابة صفعة للحزب الملتحي، ولبنكيران أساسا، الذي عبر غير مرة، أنه لن يقبل في تدبيره للملفات العالقة بوساطات بينه وبين الملك، لكن سرعان ما غير بنكيران من لهجته، ويبدو أن لقاءات متكررة بينه وبين الهمة، أذابت الكثير من الجليد بين الرجلين، وأن العداد بينهما انطلق فعلا من الصفر.