هدد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، ب«مواجهة» فؤاد عالي الهمة، الذي عينه الملك محمد السادس، قبل يومين، مستشارا له بالديوان الملكي. وقال بنكيران في اتصال مع «المساء» في هذا السياق: «صحيح أنه لم يعد هناك مبرر لمهاجمة الهمة, بعد أن حظي بثقة صاحب الجلالة واعتزل السياسة، لكن إذا عاد إلى الحقل السياسي ليفسد فيه، فإننا سنواجهه بكل حزم»، مضيفا أن حزبه خاض في وقت سابق حربا ضد الهمة لأنه «ساهم بشكل أو بآخر في تمييع الحياة السياسية». وقال بنكيران إن حزبه كان دائما يطالب بضرورة رحيل الهمة عن السياسة، لأن قربه من الملك كان يرهب السلطة وأعوانها، وبالتالي عدم ضمان حياد السلطة تجاه كل الأحزاب السياسية. وبخصوص التخوفات التي تم التعبير منها بأن يكون تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا للملك رسالة قوية موجهة بالأساس إلى حزب العدالة والتنمية، قال بنكيران: «نحن سنتعامل مع الملك، ولن نتعامل مع فؤاد عالي الهمة، وبالتالي فإنه لا معنى لهذه التخوفات، لأن فؤاد عالي الهمة مهما كان الأمر هو رجل لديه غيرة على بلده، وسيخدمه من موقعه كمستشار للملك لا كفاعل سياسي يحاول الهيمنة على المشهد السياسي». وأشار بنكيران إلى أن هذه التخوفات فقط هي هواجس عند البعض على اعتبار أن فؤاد عالي الهمة كان إلى وقت قريب من أبرز مهندسي الحقل السياسي المغربي، مؤكدا على أن «حزب العدالة والتنمية لا يخاف من أحد، فقد قاوم حزب الأصالة والمعاصرة بكل حزم حين كان في أوج قوته، ولذلك، يضيف رئيس الحكومة، فإن «من يذهب باتجاه القول إن تعيين الهمة مستشارا ملكيا سيؤثر علينا فهو مخطئ، لأن الملك يسهر شخصيا على إنجاح العمل الحكومي». واعتبر بنكيران أن تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا للملك أمر إيجابي جدا لابد من تثمينه، لكونه عاد إلى مكانه الطبيعي وابتعد عن ممارسة السياسة، موضحا أن الحزب كان ينتقده حين كان قياديا في حزب الأصالة والمعاصرة. وكان بنكيران قد اتصل بالهمة بعد تعيينه مستشارا بالديوان الملكي وهنأه بهذا التعيين، متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.