يوما يوم عن يواصل التعصب والتطرف حصد مزيد من الضحايا، كما يفتح شهية العنصريين والمتطرفين في مختلف الدول والقارات لمواصلة هجماتهم المادية والمعنوية على هذا الطرف أو ذاك. وإذا كانت غالبية المتطرفين في الدول الغربية يعتبرون المسلمين « عدوا » و »مصدر الشر »، فإن استهدافهم بات شغل الكثيرين منهم، خاصة في الآونة الأخيرة، عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس ومدن أوروبية أخرى. وفي الوقت الذي يطالب الكثيرون بضرورة التفريق بكثير بين الدين الإسلامي والأفكار المتطرفة، لأنه لا علاقة له بها، باتت أماكن العبادة التي يقصدها المسلمون، والمساجد والمراكز التابعة للجمعيات الإسلامية في مختلف دول أوروبا خصوصا، تشكل محط أهداف هؤلاء الحاملين للأحقاد والكراهية والتطرف. هذا ما أوردته تقارير إعلامية وتسريبات أشارت إلى أن عشرات المساجد، خاصة في هولندا، تقلت بشكل متزامن رسائل تهديد وعبارات تهاجم الإسلام والمسلمين. وهي رسائل عن التهديدات ومحاولات الحرق السابقة. وقالت مصادر بأن الرسالة، التي وصلت إلى جل مساجد هولندا، احتوت رموز النازية مذيلة بعبارة تهديد صريحة تقول: « انتظروا زيارة هامة.. الخنازير ». وقد أكد القيمون على شؤون هذه المساجد أن رسائل التهديد وصلت بالفعل إلى عدد مهم من المساجد في نفس الوقت، أبرزها أكبر مسجد في هولندا، وهو مسجد السلام بمدينة روتردام، ثم مسجد السنة في لاهاي المحسوب على التيارات السلفية. وفي أول رد لهم على هذه الرسائل، أكدوا أنها تحمل تهديدات واضحة وجدية أكثر من الحالات السابقة، حيث اعتبروا الخطوة بمثابة نقلة نوعية خطيرة في أساليب التهديد الصادر من أطراف يمينية متطرفة، مطالبين السلطات والجهات المعنية بضرورة حماية هذه الأماكن والمسلمين من تهديدات هذه الأطراف، التي تعرف تصاعدا غير مسبوق.