فجأة تحول الدرس الافتتاحي الذي حضره وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي أمس بأكادير، إلى فوضى من طرف الوزير وطلبة غاضبون منه. الوزير استشاط غضبا حسب مصادر "فبراير.كوم" من الطلبة الذين طالبوا بالحرية للصحفي علي أنوزلا، الذي يتابع بقانون الإرهاب، الأمر الذي دفعه إلى "طلب المؤازرة" من الطلبة المقربين من حزبه خاصة الناشطين داخل منظمة التجديد الطلابي لترديد شعارات بالقاعة تطالب باكمال الدرس الافتتاحي، عندما خاطبهم "قولي معي أكمل أكمل".
الغاضبون من الوزير الخلفي لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل ظلوا بالرغم من محاولات تدخل رئيس الجامعة عمر حلي لإعادة الأمور إلى نصابها، يحتجون ويصرخون في وجهه فيما ظل يعاندهم، ما جعل الوضع يتشنج أكثر بحسب مصادرنا التي كانت حاضرة في اللقاء حين خاطب الوزير الطلبة بأنهم أقلية تمارس الإرهاب !
في المقابل، وحسبما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن مصدر مسؤول بوزارة الاتصال فإن وزير الاتصال أصر على متابعة إلقاء الدرس الافتتاحي عن الموسم الجامعي (2013-2014)، الذي كان مبرمجا اليوم الاثنين بجامعة ابن زهر بأكادير، ب"الرغم من التشويش الذي قام به بعض الحضور" .
وأوضح المصدر ذاته أنه بعد انطلاق المحاضرة، التي تمحورت حول "الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية "، "حاولت مجموعة من الحضور نسف المحاضرة من خلال رفع شعارات سياسية لا تمت للجامعة ولا لمضمون الدرس الافتتاحي بأي صلة".
وأضاف أن الوزير والجهة المنظمة "أصرا معا على عدم الخضوع لهذا الابتزاز والتشويش المرفوض وتشبثا بمواصلة إلقاء الدرس الافتتاحي"، مشيرا إلى أن هذا الموقف "لقي تأييدا من طرف جل الحضور الذي امتلأت به جنبات مدرج الحسن الأول بالكلية والذي قدر بحوالي 800 شخص".
وتابع أنه نزولا عند إصرار أغلبية الحضور والجهة المنظمة، استكمل الوزير إلقاء الدرس الافتتاحي، حيث أبرز جوانب التعددية والهوية في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة ووظيفة الإعلام والتحديات المطروحة في ظل هذه التحولات.