جردت فرنسا، أمس الأربعاء، خمسة مغاربة، من الوثائق التي تثبت انتماءهم لفرنسا، وذلك في إطار تفعيل مشروع إسقاط الجنسية الفرنسية عن المدانين في قضايا إرهابية الحاملين للجنسية المزدوجة، حسب ماذكرته صحيفة » 20minutes ». وتلقى « فؤاد.ع » وهو مهاجر مغربي مقيم بمدينة « ليل » استدعاء من طرف السلطات قصد تسليم وثائقه، إلى جانب أربعة مغاربة آخرين وهم « رضوان »، « بشير »، « رشيد ». وقال محامي المغاربة الخمسة، « ويليام بوردون »، « : بالنسبة لي هؤلاء أولى ضحايا هذا المشروع الذي أقرته الحكومة ». وتعود متابعة المغاربة الخمسة بتهم تتعلق بالإرهاب إلى أحداث 16 ماي 2003، التي هزت العاصمة الاقتصادية للمملكة، والتي خلفت مصرع ثلاث فرنسيين. بعد هذه الأحداث اعتقلت السلطات الفرنسية فؤاد ورفاقه للاشتباه في صلاتهم بمنفذي الاعتداءات، وأدينوا بتهمة » تكوين عصابة إجرامية والتخطيط لهجوم إرهابي ». « تشبثنا دوما ببراءتنا »، يقول فؤاد في حديث للصحيفة الفرنسية، مضيفا « لم نكن نتوفر على الوسائل المادية لاستئناف الحكم الابتدائي، وبعد إطلاق سراحنا سنة 2010 اعتقدنا أن كل ذلك جزء من الماضي ». في 7 أكتوبر 2015، أعلن وزير الداخلية "برنار كازنوف"، عن إسقاط الجنسية الفرنسية عن المغاربة الخمسة للاشتباه في تعاطفه مع التيارات الإرهابية، لكن صحيفة « لوموند » أكدت أن السلطات الفرنسية حاولت تبرير قرارها بكون المغربي « فؤاد » كانت له علاقات مع المدعو « شريف كاوشي »، أحد منفذي اعتداءات « شارل ايبدو »، عندما كان الاثنين في حالة اعتقال في السجن. « أين هو ذنبي إن اعتقلت في نفس السجن الذي اعتقل فيه « كاوشي »، يتساءل فؤاد في حديث للصحيفة الفرنسية، ولماذا لم تدين السلطات شخصين آخرين كانا معي في نفس الزنزانة؟ وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المغاربة الخمسة المجردين من الجنسية الفرنسية يواجهون خطر الطرد في اتجاه المغرب، كما رجح محاميهم « ويليام بوردون » أن تتم متابعتهم في المغرب بنفس التهم. ونقلت صحيفة « » 20minutes » عن أحد المغاربة ويدعى « بشير »، 42عاما، قوله: » أبنائي فرنسيون، زوجتي فرنسية أيضا، وعلي تركهم هنا؟ مضيفا « : أنا لا أتحدث الدارجة المغربية »، في حين قال مغربي آخر ويدعى « رضوان « : سأتخلى عن الشركة التي أشتغل فيها؟ وسأواجه البطالة؟ ويتمنى المغاربة الخمسة، الذين سلموا أمس وثائقهم إلى السلطات الفرنسية، ألا يتم طردهم في اتجاه المغرب قبل أن ينظر مجلس الدولة في قضيتهم فصل الصيف المقبل. « الوطن الأم يتخلى عن أبنائه، يردف « رضوان »، مضيفا « : لكننا غير مستعدين للاستسلام في المعركة ».