تعمل منظمة العفو الدولية لتكوين جبهة ثقافية عالمية لمواجهة الفكر المتطرف والتعصب الذي يؤدي لأعمال تخريبية وإرهابية حصدت منذ سنين الآلاف من الأرواح في مختلف مناطق العالم. المنظمة الدولية، ذات الباع الطويل في الدفاع عن حقوق الإنسان، أكدت أن هذه الرسالة ستشكل مركز اهتمامها خلال مشاركتها في فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي سينظم في الفترة ما بين 11 و21 من فبراير الجاري بالدار البيضاء. ووجهت المنظمة، في بيان صحفي أصدرته اليوم، « دعوة إلى المثقفين والمبدعين والأدباء والكتاب للحشد لتأسيس جبهة ثقافية لمواجهة التطرف والدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية للأفراد ومساندة قضايا المرأة والأقليات وحماية حقوق المهاجرين واللاجئين ». كما شددت على الدور الذي لعبه « المثقفون التنويريون المغاربة » في إشاعة القيم الكونية لحقوق الإنسان وتوطينها في الثقافة والمجتمع على مر السنين. وأبرزت أن هذا الدور « أصبح مطلوبا أكثر في السياق الراهن، الذي يعرف تسلل الأفكار المتطرفة إلى الجامعة والمؤلفات والكتب المدرسية ومناهج التعليم، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الفتاوى والدعوات التحريضية التي تدفع الشباب إلى العنف والتطرف وإلى كراهية الآخر، وتبني المعتقدات القائمة على التخلف والانغلاق »، على حد تعبير البيان الذي توصل موقع فبراير بنسخة منه. ذات المصدر أوضح الدور المحوري الذي يلعبه المثقفون عن طريق إبداعاتهم المتنوعة للوقوف أمام « التطرف بكافة ألوانه »، والذي يشكل خطرا على حقوق الإنسان وحرية التعبير في العالم بأسره، خاصة وأنهم يمتلكون سلطة وقوة أبرزت تجارب عديدة مدى حجم التغيير التي أنتجته والتنوير الذي أحدثته في المجتمعات والجماعات. كما استحضر البيان قائمة ضحايا الإرهاب مؤخرا، وذكر بالاسم المصورة الشابة المغربية ليلى العلوي « التي توفيت إثر إصابتها في أحداث واغادوغو الإرهابية في الشهر المنصرم أثناء قيامها بعملها في التصوير الفوتوغرافي والبحث في حقوق المرأة ببوركينافاسو ».