تعيد قصة « جوج فرنك » للوزيرة شرفات أفيلال إلى الأذهان زلات لسان حكومة بنكيران منذ بداية ولايتها، والتي أثارت الكثير من القيل والقال، جعلت البعض يدعو بنكيران ووزرائه إلى إعادة تصويب مفهومهم عن الشعبوية، وآخرون اعتبروا هذه الفلتات التي تأتي من لسان الوزراء ورئيس الحكومة تفسر المستوى الذي وصلت إليه الساحة السياسة في المغرب. والمثير أن أغلب هؤلاء الوزراء بما فيهم رئيس الحكومة، اعتذروا عن هذه الزلات للشعب المغربي ودافعوا عن أنفسهم متذرعين أن ما ينطقون به يتم إخراجه عن سياقه، فالموجة التي أثاروها ل زالت ممتدة وتتراكم يوما بعد يوما، ولا زالت محط سخرية، وتساءل البعض عن دواوين الوزراء هل يشتغل فيها مستشار للتواصل أم لا ؟ الوفا… الوزير النكايتي لم يتوقف الوزير محمد الوفا منذ تعيينه وزيرا في حكومة بنكيران عن خلق الجدل بسخريته وتهكمه، فالرجل المراكشي اعتاد على تسليط لسانه على الجميع دون أي احترام للمؤسسات التي يتكلم بداخلها أو الأشخاص الذين يخاطب. بداية من منصبه كوزير للتربية الوطنية في عهد التشكيل الحكومي الأول، أثناء زيارة لإحدى المؤسسات الإعدادية يقول الوفا : »والله باباه أوباما ما عندو هاد الإعدادية »، ربما كان يقصد بكلامه تطور الإعدادية التي زارها وتفوقها على مدارس أقوى دولة في العالم، فتعرض لحملة سخرية مما قاله وانتقادات واسعة عبر صفحات الإعلام. ووقع الوزير في ورطة أخطر، حين زار مدرسة ابتدائية في مدينة مراكش دخل فجأة على فصل دراسي وما كان من الأطفال ببراءتهم إلا الوقوق للوزير والترحيب به، لكن الوفا أفسد فرحة الأطفال بوقوف وزير أمامهم، فوقعت عينه على تلميذة وخاطبها قائلا : نتي اش كاديري هنا خاصك غير راجل. تهكمه على التلميذة جر على الوزير حملة شرسة من منظمات حقوقية ونقابية تطالب بإسقاطه. رئيس الحكومة لم يحرك ساكنا، بل حافظ على الوزير الساخر رغم انسحاب حزب الاستقلال وعينه وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون العامة والحكامة، ليواصل تصريحاته المضحكة والمستفزة. محمد أوزين…مول الكراطة يحارب الطابور الخامس. ظل السؤال محيرا ولم يجد له المتتعون جوابا، من هو الطابور الخامس ؟، الصفة التي أطلقها الوزير المقال محمد أوزين على منتقديه والتي كان يصوبها في كل اتجاه للخروج من مأزق الفصيحة التي وقع فيها أثناء توليه مهمة وزير الشباب والرياضة. أوزين مثله كباقي الوزراء الذي اشتغلوا أو لا زالوا يشتغلون في حكومة بنكيران، كثيرون هم وفضائحهم أكثر، لا يجيدون فن الحوار والرد على مساءلة الرأي العام لهم، فيهربون إلى استعمال مصطلحات لا قيمة لها ولا تفيد لا الإخبار ولا التفسير بل تجر عليهم موجة انتقادات كبيرة. وزير الشباب والرياضة السابق، خرج من الباب الخلفي للوزارة بعد فضيحة « الكراطة » التي شاهدها العالم على قنوات دولية، أثناء تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية، حيث فسد عشب الملعب بسبب الأمطار واتضح أن جودته سيئة تمت محاولة إخفائها بإضافة كميات من الرمال، وهو الشيء الذي أظهر الملعب وكأنه وحل كبير. مزورا…الذي فعفع حكومة السويد اشتهر الوزير بكلمة غريبة ‘التفعفيع » وصف بها حال وزيرة خارجية السويد بعد أن قال لها أن دولة السويد تجاوزت الخط الأحمر في علاقتها مع المغرب، وعلق الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي ساخرين على هذه الكلمة، وهناك من لقبه بوزير »التفعفيع ». مزوار وزير الخارجية لم يكد يطوي صفحة السخرية من التفعفيع، حتى ظهرت أخرى بعد أن وردت أخبار عن لقائه بالمبعوث الأممي كريستوفر روس، تتحدث عن دعابة دار بين الرجلين حيث قال مزوار لضيفه : "لقد اكتسبت وزنا، وأطلقت لحيتك البيضاء". الأمر الذي اعتبره معلقون بالهواية الديبلوماسية. عبد السلام الصديقي… كنسرح بنادم ذكر عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الإجتماعية، خلال حضوره ضيفا على إذاعة مغربية أنه كان راعيا للأغنام في صغره، بقوله: « سرحت شي بركة.. ومازال كانسرح »، ثم قال الوزير ساخرا: » كانسرح بنادم لا يتوضر ليا.. »، بعد أن سأله منشط البرنامج : « شنو كتسرح ؟ ». الأمر الذي اعتبره ملعقون أنه إهانة للشعب المغربي، واتهموا الصديقي بالسخرية من الفئة التي تنتظر منه خدمتها بتوفير فرص الشغل، مؤكدين أن « كنسرح بنادم » تعني الوظيف التي يشغلها الآن. جواب الصديقي في هذا البرنامج الإذاعي ربما يشير إلى ضعف الوزير في الجانب التواصلي وفن الرد، لأنه تناسى أنه تمت دعوته للبرنامج بصفته وزيرا لا راعيا. جوج فرنك العملة الفيلالية آخر صيحات الشغب في مدرسة الحكومة أطلقتها الوزيرة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، بعد ردها الغريب على سؤال بخصوص معاشات البرلمانيين طرحه الإعلامي محمد التيجيني أثناء حضورها ضيفة في برنامجه التيلفزيوني، حيث قالت الوزيرة عن المعاشات : هذا نقاش شعبوي… البرلماني كتبقى ليه جوج فرنك. تبخيسها لعاش البرلمانيين الذي يبلغ 8000 درهم، صنع الحدث وأصبح حديث الساعة في الشارع العام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، فما قالته الوزيرة اعتبره الكثيرون انتقاصا من المطالب الشعبية بالغاء تقاعد البرلمانيين ونكرانا لجميل الذي صوتوا لها. ورغم اعتذار الوزيرة عبر صفحتها الفيسبوكية وعبر تصريحات للصحافة الوطنية، إلا أنه لم يشفع لها من النقص من حدة الانتقادات التي لا زالت متواصلة، والجدير بالذكر أن الوزيرة عبر اعتذارها ذكرت كلمات فتحت بها نقاشات أخرى كانت في غنى عنها. اللغة العربية… وزيرة تعاني من الحمى بسببها ووزير لا يعرفها تحدثت حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة باللغة، خلال حضورها لأشغال مناظرة وطنية حول المناخ، وأصرت الوزيرة على الرد على أسئلة الصحفيين بلغة موليير. وردا عن صحفي سألها باللغة العربية، قالت حكيمة : واش ضروري نجاوب بالعربية، واخا أن العربية كادير ليا السخانة ؟ ». أما وزير التربية الوطنية الحالي رشيد بلمختار، فقد صدم صحفية قناة فرانس 24 حين قال لها : أنا لا أعرف العربية (je ne connais pas l'arabe)، بعد أن أخذت منه تصريحا بالفرنسية وطلبت منه إعادته بالعربية لاستخدامه في نشرة الأخبار باللغة العربية. التلاميذ ليسو على خطأ بل منهج الأستاذ في التدريس خاطئ. « إذا كان رب البيت بالدف ضارباً *** فشيمة من في الدار كلهمُ الرقصُ »، ينطبق هذا البيت الشعري على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي بدل أن يعاتب وزراءه على زلات لسانهم والتي تستحق بعضها المحاسبة والمتابعة، يقع في نفس الزلات وأكبر من ذلك. نذكر كيف اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على الجملة الأخيرة التي ختم بها رئيس الحكومة مداخلته في البرلمان ردا على ميلودة حازيب، رئيسة فريق حزب الأصالة المعاصرة، والتي تضمنت إيحاء يستعمل في لغة الشارع، حث قال لها : ديالي كبير عليك. ونذكر أيضا الضجة التي أثارها تحت قبة البرلمان، مخاطبا ادريس لشكر : كاتقولو الكلام ديال السفاهة، ما أحدث فوضى في البرلمان وطالبه بعض النواب بسحب هذه العبارة لكن رئيس الحكوة رفض وأصر على ما قاله. وفي البرلمان دائما، رد بنكيران على مقاطعة ادريس الراضي لكلامه : دير السكوتش على فمك انت ما كتعرفش تهضر. وكثيرة هي زلات لسان رئيس الحكومة، التي أضفت جوا من المرح على مواقع التواصل الاجتماعي والتهريج في مؤسسة تشريعية اسمها البرلمان.