كشفت الأسبوعية الفرنسية « جون أفريك » استنادا لمصدر حكومي، أن الملك محمد السادس هو الذي تدخل من أجل وضع حد للخلاف بين رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، حول اختصاصات الآمر بالصرف في صندوق تنمية العالم القروي. وأشارت « جون أفريك » إلى أن التحكيم الملكي هو الذي عجل بإغلاق هذا الملف، وأمر بوضع الآمر بالصرف في الصندوق تحت تصرف عزيز أخنوش. وأكد أحد المحللين السياسيين للأسبوعية الفرنسية أن انحياز الملك محمد السادس لوزير الفلاحة والصيد البحري، خيار يبدو « معقولا »، لأن هناك أوجه للتكامل بين صندوق تنمية العالم القروي، وبعض خطوط مخطط المغرب الأخضر »، مؤكدا بأنه من المستبعد أصلا أن يترك الأمر في الصندوق لوزير بقبعة سياسية خصوصا مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2016. وأوضحت « جون أفريك » أن وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، يحظى بثقة الملك محمد السادس، الذي طلب من ابن كيران، بالإبقاء عليه في الحكومة، ليقدم استقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار ويدخل الحكومة كوزير « تقنوقراطي ». وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن رئيس الحكومة عبد الإله ابن بنكيران، استحضر خلال مواجهته مع أخنوش، منطق الحفاظ على تحالفه الحكومي « الهش »، وهو يواجه أحد الوزراء الأقوياء الذين فرضهم القصر. وكتبت « جون أفريك » استنادا لمصدر حكومي، أن ابن كيران وأخنوش يتفاديان اليوم إثارة موضوع صندوق دعم العالم القروي، وأن علاقتهما في المجلس الحكومي تقتصر على تبادل المجاملة، كما أن ابن كيران، يضيف ذات المصدر، يحرص على مقاطعة الأنشطة التي تنظمها وزارة الفلاحة والصيد البحري، بخلاف أنشطة باقي الوزارات. » الرجلان يعملان على التعايش في وئام في نهاية الولاية الحكومية الحالية وتفادي المواجهة »، يؤكد المصدر ذاته في حديث ل »جون أفريك ». الأسبوعية الفرنسية قالت أيضا إن المناورات السياسية بخصوص تدبير صندوق دعم العالم القروي استمرت بعد أسبوعين من اندلاع الأزمة بين ابن كيران، وأخنوش، حيث اقترح الفريق الاستقلالي بمجلس النواب مشروع قانون لإنشاء « وكالة لتنمية العالم القروي »، وهي الوكالة التي ستحظى بميزانية الصندوق البالغة 55 مليار درهم في أفق 2030، رغم أنه من المستبعد إنشاء الوكالة في الوقت الراهن. وعلق أحد المحللين السياسيين في تحليله لخطوة الفريق الاستقلالي: » هذه مجرد ضربة سياسية من حزب الاستقلال تجاه الإسلاميين، الذي أصيبوا بخيبة أمل وهم يرون رئيس الحكومة يرضخ لإرادة القصر ».