"40 مليار سنتيم و5 مروحيات من أصل 12 " هذا ما تعهد به وزير الداخلية محمد حصاد لساكنة سيدي إفني في لقاء دام ساعتين و20 دقيقة حضره رؤساء 18 جماعة محلية ومسؤولي المصالح الخارجية إلى جانب فاعلين عن المجتمع المدني مساء اول أمس الخميس بمدينة سيدي إفني. حصاد الذي كان مرفوقا بوزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش وبوزيره المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، أكد أن حضوره إلى سيدي إفني "تم بتعليمات ملكية سامية". ونفى حصاد تعقيبا على تدخلات الفاعلين السياسيين والمدنيين "أن تكون وصلته تقارير مغلوطة أو أن يكون هذا الاقليم قد همش أو أنه إقليم منكوب جراء الفيضانات الأخيرة". وقال بالحرف " حشوما أنه تكال على إفني منكوبة حيث عزيزة علينا". وسجل حصاد على أن وزارة الداخلية خصصت 12 مروحية للمناطق التي شهدت الفيضانات، منها 5 لإقليمسيدي إفني لوحده وضعت رهن إشارة عامل الاقليم من أجل نقل المساعدات والأشخاص المنكوبين أو الذين في وضعية صحية تحتاج إلى رعاية أو حرجة". وتابع حصار قوله:"خاصكوم تصبرو شوية"، تعقيبا على مطلبهم المنتخبين خلال اللقاء ذاته، المتعلق بمشروع إنجاز الطريق السريع الرابط بين سيدي إفني وتيزنيت. كما وعد حصاد المنتخبين والفاعلين في أيت باعمران على أن "البرنامج الاستثنائي الذي خصصته وزارة الداخلية عبر ضخ مبلغ 20 مليار سنتيم لدعم الاقليم في الفترة المتراوحة ما بين 2014/2017، سيضاعف ليصل إلى 40 مليار سنتيم كدعم استثنائي لهذا الاقليم. ومن المنتظر أن يتزايد هذا الاعتماد، بعد أن باشرت السلطات بعمالة الاقليم اتصالات مع قطاعات حكومية ومؤسسات أخرى في إطار شراكات. بدوره، سار وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش في نفس اتجاه وزير الداخلية محمد حصار ليؤكد على وزارته ستدعم أي مشروع فلاحي للنهوض بالمنطقة في إطار مخطط المغرب الأخضر، مذكرا بمبادراته تجاه الباعمرانيين حينما كان على رأس مجلس جهة سوس ماسة درعة، وفي زيارته للمنطقة. ولم يفت أخنوش في تدخله الذي لم يتجاوز 5 دقائق، التذكير بمشروعي وزارته، الأول بورصة أكناري، والثاني مركز التكوين المهني في الصيد البحري لفائدة المنطقة وبميزانية 34 مليار التي خصصتها الدولة لتنمية ميناء سيدي إفني. ولعل أبرز ما استأثر باهتمام الرأي العام، الحضور الفعلي لرئيس المجلس الاقليمي الحسين جهادي (الاتحاد الاشتراكي) المستقيل، والذي قدم نفسه بالصفة الانتخابية، فشرع يمتدح السلطات ويثمن جهودها المبذولة في مواجهة آثار الفيضانات"، مطالبا "تخصيص ميزانية استثنائية لمواجهة الكارثة" بحسب تعبيره. نفس المسار سار فيه جل المتدخلين من المنتخبين الذين طالبوا بميزانيات استثنائية، بعدما أثنى كل واحد منهم على حضور الوزراء الثلاثة إلى عاصمة أيت باعمران وعددوا مطالب جماعاتهم الترابية، طالبوا بتعويض ما دمر طرقات وقناطر وبيوت وتجهيزات ومنشآت فنية. وكان لافتا أن استدل رئيس بلدية الأخصاص في معرض تدخله على أن ميزانية جماعته لعشر سنوات لا تكفي لبناء قنطرة واحد في المجال الترابي الذي يدبر شأنه العام". وكان أول من افتتح اللقاء هو عامل إقليمسيدي إفني صالح الداحا، في عرض قدم خلاله تدخلات لجنة اليقظة، والمبادرات التي باشرتها السلطات لفائدة ساكنة الاقليم، غير أن مراقبين اعتبروا اقتصار العامل على مدينة سيدي إفني فيه إقصاء لباقي المناطق التي ما تزال معزولة لم يثرها العامل" بحسب تعبيرهم. وفي تعليقها على مجريات اللقاء، قالت خديجة زيان عضو المجلس البلدي لسيدي إفني : إنه من السابق لأوانه الحكم على خلاصات لقاء الخميس الماضي، لأن مجموعة من اللقاءات والاجتماعات عقدت ولم يستتبعها أثر في الميدان، لكن الأهم هو أن لقاء الوزراء الثلاثة بالمنتخبين دعم لنا". وتساءلت زيان عن كون تقرير السلطات أمام الوفد الوزاري لم يشر إلى وضع عدد من الجماعات القروية الأكثر تضررا كمستي واصبويا وأيت الرخا ومجاط وتيغيرت وأيت عبد الله وأنفك وغيرها والتي لا نعلم عنها كباعمرانيين أي شيء إلى اليوم". وتشبتت زيان على "سيدي إفني الأكثر نكبة من كلميم والأوضاع كارثية في وأن الناس يموتون جوعا في البادية بمناطق أخرى بالاقليم، وأن الفيضانات التي شهدتها المدينة أفاقت مسؤولينا على العيوب التي كنا نؤكد عليها غير ما مرة" وبينما لم تنكر زيان "أن السلطات بذلت جهودا، حيث أنقذت نساء حوامل ومرضى مصابين بالقصور الكلوي"، أكدت على أن" الذي يحاصر ميناء سيدي إفني ليس مياه الفيضانات، وإنما الأشغال التي استنزفت ملايير السنتيمات لأكثر من 30 عاما" واحتجت زيان على أن "أن النكبة تتمثل أيضا في عمالة أعلنت ومنذ 6 سنوات ومازالت بلا مندوبيات"، مذكرة في هذا السياق ب"عدم الإلتزام بطريق طانطان في الوقت الذي تباشر فيه الحكومة مشاريع الطرق و اوراش الطرق السيارة والمزدوجة و السريعة الموعودة منذ مدة" بحسب تعبيرها. وفي سياق متصل، التقى رئيس فرع الهلال الأحمر بسيدي إفني مولود أروفا رئيس جمعية الهلال الأحمر الإسباني في لاس بالماس، وتم الاتفاق على توفير جسر للمساعدات الطبية لفائدة ساكنة سيدي إفني خلال الأيام القليلة المقبلة. نفس المسار، سارت عليه هيءة المحامين بأكادير والعيون التي ستنظم قافلة إلى المنطقة الأسبوع المقبل بتشاور مع فاعلين ومتعاطفين من أبناء أيت باعمران. ودخل الإتحاد الدولي لجمعيات المغاربة بفرنسا على خط تأمين المساعدات، إذ ينتظر أن يعقد لقاء بعد غد (الأحد) في "سانت وان" بفرنسا لبحث سبل توفير مساعدات لساكنة سيدي إفني،. وهو ونفس المسار الذي سارت عليه جمعية "أنتري ماريس" في إسبانيا بعزمها جمع مساعدات مادية وعينية للمتضررين بدعم من السلطة التنفيذية للحكومة المحلية لجزر الكناري و"كابيلدو دي فويرتيفنتورا"، بجزر الكناري لعلاقة الأخيرتين الخاصة مع ساكنة أيت باعمران تاريخيا سعيد اهمان