بعد صدور لائحة عبد العزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، التي تظم أسماء المستفيدين من رخص النقل "لاكريمات"، ينتظر الرأي العام صدور لوائح أخرى لمستفيدين آخرين من اقتصاد الريع. وعلى رأس اللوائح التي ينتظرها الرأي العام تلك التي توجد في دهاليز وزارة الداخلية والتي تظم المستفيدين من رخص النقل داخل المدن، التي منحت لمن لايستحقها، ولائحة المستفيدين من "بطاقات" الإنعاش الوطني بالنسبة لمن هم في غنى عنها، ولائحة المستفيدين من رخص بيع الكحول...وغيرها من الرخص والامتيازات التي تمنحها وزارة امحند العنصر، وزير الداخلية. وبالإضافة إلى لائحة العنصر، ينتظر الرأي العام من وزير آخر هو عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، الكشف عن لائحة المستفيدين من رخص الصيد في أعالي البحار، ولائحة المستفيدين من أراضي المعمرين والأراضي الفلاحية التي كانت تابعة للدولة قبل أن تمرر في صفقات غير شفافة وغير نزيهة لأسماء معينة، ولائحة المستفيدين من الإعفاء الضريبي في القطاع الفلاحي خاصة منه الموجه لقطاع التصدير. أثناء مناقشة اتفاقية الزراعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، كتبت "ذا تلغراف" البريطانية أن ملك المغرب محمد السادس سيكون هو أكبر مستفيد من هذه الاتفاقية، على اعتبار أنه يعد ثالث أكبر مزارع في المملكة، على حد زعمها. طبعا لا العنصر ولا أخنوش، سيكشفان عن لوائح المستفيدين من اقتصاد الريع داخل القطاعات التي يشرفان عليها. وقد بدأت "جيوب مقاومة" كما وصفها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، تظهر من الآن ومن داخل إئتلافه الحكومي الهجين، عندما انبرى "الرفيق" نبيل بنعبد الله، وزير التعمير والإسكان ينتقد قرارات وتصريحات زملائه من وزراء "العدالة والتنمية" داخل الحكومة، واصفا قراراتهم ب "الانفرادية" وتصريحاتهم ب "المتسرعة" و"السطحية"... من يعرف نبيل بنعبد الله فهو لايتكلم عن الهوى وما قاله ما هو سوى وحي أوحي له بقوله...فالوزير الذي صمت دهرا على اهانته عندما طرد من منصبه كسفير للمغرب في إيطاليا فقط لأن زوجة رئيسه آنذاك الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، لم يرقها حضور زوجة السيد السفير في معرضها التشكيلي، يصعب تصديق كلامه عندما ينتفض ويصرخ بأن "الفساد واقتصاد الريع لايحارب بالخرجات الإعلامية"! وربما هو محق في كلامه، لأن صمته على إهانته وسكوته على طرده هو الذي صنع منه ومن حزبه ماهو اليوم عليه... حنظلة...