قامت امرأة متنكرة في لباس خليجي، قامت بتشويه وجه تلميذة لا تجاوز عمرها 11 سنة، باستعمال آلة حادة لقطع الورق، حين كانت الضحية، يوم الجمعة الماضي، متجهة إلى مدرسة « رابعة العدوية » التي تتابع بها دراستها في المستوى الخامس. وحسب يومية « الأخبار »، فإن القاصر كانت متجهة صوب مدرستها كما هو معتاد برفقة زميلة لها، لتفاجأ بما يشبه صفعة وجهت لوجهها، رغم أن الشارع كان فارغا إلا من نسوة كن يتحدثن وراءها، بيد أن صديقتها نبهتها إلى أن وجهها بدأ ينزف بغزارة؛ الشيء الذي صدم التلمذة التي تُدعى « نوال، كما هو الشأن لكل الحاضرات على بعد أمتار من المدرسة. ووفقا لأقوال الطفلة، فإنها لمحت وجه السيدة التي وجهت لها هذه الضربة، قبل أن تختفي بشكل سريع؛ إذ لم تكن ما شعرت به سوى ضربة وجهت لها بواسطة الحقيبة اليدوية التي كانت بداخلها آلة حادة لقطع الورق من الحجم الصغير، ليتم نقل القاصر بعدها إلى داخل المدرسة؛ حيث اكتشف أولياء الأمور والأطر التربوية أنها تعرضت لما يشبه تشويها ناتج عن جروح غائرة استدعت نقلها إلى المستشفى على وجه السرعة. هناك نبهها الأطباء بعد رتق للجانب الأيمن من وجهها، إلى ضرورة التعجيل بعملية تجميلية، رغم أن آثار هذه الجروح ستبقى، وهو ما جعل القاصر تعش حالة نفسية متأزمة. وتبعا لذلك، وفور وقوع الحادثة، انتشر عدد من الآباء وعائلة الضحية في الأرجاء، بحثا عن السدة المفترضة، وحوالي الساعة العاشرة صباحا، استطاعوا العثور عليها، ليتبين بعدها أنها تمتهن التسول بشكل يثير الشكوك أمام أحد أكبر المساجد بحي « كسبارطا ». ربطوا الاتصال بالمصالح الأمنية وأفراد من القوات المساعدة؛ حيث وجدوا السيدة في كامل قواها العقلية، كما وصفت حالتها بالهادئة؛ إذ نفت كل ما جرى، قبل أن يتم تفتيش حقيبتها؛ حيث عثر على آثار دماء عليها، ولما تم استفسارها قالت إنها تعرضت لنزيف ف أنفها. تم نقلها صوب الدائرة الأمنية الخامسة؛ حيث جرى استنطاقها، وبعد طول التحريات، تم الكشف أنها تعيش على وقع مشاكل زوجية، ولها سوابق في الحادثة نفسها. ولما قامت المصالح الأمنية بمواجهة المشتبه فيها مع التلميذة القاصر، وسط المستشفى المذكور، تعرفت عليها الأخيرة؛ حيث قالت لها: « دعيتك لله شوهتي ليا وجهي »، ولم يسجل أي انفعال للمشتبه فيها سوى حين ردت على القاصر بالقول: « أييه امولات العقل ». هذا وتمت إحالة المشتبه فيها على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، لمواجهتها بالمنسوب إليها وتقديمها للعدالة، في الوقت الذي خلفت الحادثة حالة من الذعر وسط آباء وأمهات التلاميذ بالمدينة، كما تحول ما جرى إلى حديث عام في أنحاء مدينة طنجة.