أحيل ابن تاجر معروف بالقنيطرة، الأربعاء الماضي، في حالة اعتقال على قاضي التحقيق باستئنافية عاصمة الغرب، بعد تورطه في دهس رجل أمن، برتبة مقدم شرطة، بسيارته رباعية الدفع، أثناء محاولة إيقافه جراء اعتدائه بالضرب على فتاة قاصر كانت ترافقه وقت وقوع الحادث. وذكرت مصادر مطلعة ل«المساء«، أن السائق، الذي كان يقود سيارته وهو في حالة غير طبيعية، صدم شرطيا في الواحد والأربعين من عمره، يعمل بالهيئة الحضرية لولاية أمن القنيطرة، متسببا في إصابته بجروح بليغة، استدعت نقله، على وجه السرعة، على متن سيارة إسعاف، تابعة للوقاية المدنية، إلى قسم المستعجلات التابع للمركب الجهوي الاستشفائي، حيث تلقى الإسعافات والفحوصات الضرورية، ليغادر المستشفى، بعدما سلمه الطاقم الطبي شهادة طبية حددت مدة العجز في 28 يوما. وأوضحت المصادر، أن صاحب «كات كات»، وهو شاب لا يتجاوز عمره 23 سنة، تمكن من الفرار، مباشرة بعد ارتكابه هذه الحادثة الخطيرة، التي وقعت بساحة مولاي يوسف، واتجه بسرعة جنونية صوب وجهة مجهولة، وبعد عدة حملات تمشيطية قامت بها دورية للأمن، تم العثور على سيارة المشتبه فيه، وهي مركونة بأحد أزقة المدينة، ليجري قطرها إلى المحجز البلدي ب«الساكنية«. واستنادا إلى معلومات استقتها مصالح الأمن من عدة أطراف بشأن هوية السائق الهارب، انتقلت فرقة أمنية إلى المنزل المفترض للمشتبه فيه، إلا أنها لم تعثر عليه، وطالبت والديه بضرورة قيام ابنيهما بتسليم نفسه للشرطة، للاستماع إلى أقواله بشأن الأفعال المنسوبة إليه، حيث يواجه تهما تتعلق بالسكر البين والسياقة في حالته والسب والقذف وإهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه مع تعريض حياته للخطر والجروح العمدية والتغرير بقاصر وهتك عرضها وافتضاض بكارتها. وزادت مصادر الجريدة مؤكدة، أن المشتبه فيه، وضع نفسه رهن إشارة المحققين، في اليوم الموالي من وقوع الحادثة، حيث خضع للحراسة النظرية، قبل أن تجري إحالته على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة. وترجع فصول هذه الحادثة، عندما كان الشرطيان »ح. ه« و»أ. ح«، في طريقهما، صباح الاثنين الماضي، إلى مقر عملهما بولاية الأمن، وهما على متن حافلة للنقل الحضري، وما إن توقفت هذه الأخيرة بمحطة ساحة »مولاي يوسف«، حتى أثار انتباههما من داخل الحافلة مشهد شاب وهو بصدد تعنيف فتاة بالقوة، الأمر الذي دفعهما إلى الترجل من الحافلة، والتوجه صوب المعتدي، الذي كان يقف أمام سيارته رباعية الدفع، وأثناء مطالبته بوثائق السيارة، رفض الامتثال لهما، ثم شرع في سبهما وشتمهما، قبل أن يسارع إلى ركوب سيارته وقيادتها بعيدا عن مسرح الأحداث، تاركا مرافقته التي كان يضربها بمعية الشرطيين اللذين كانا يرتديان زيهما الرسمي. وأمام هذا الوضع، لم يجد رجلا الأمن بدا من طلب تعزيزات أمنية، وإشعار الديمومة بأرقام لوحة سيارة السائق المخمور، حيث هرعت عناصر الدائرة الأمنية الثانية إلى عين المكان، وشرعت في الاستماع للتصريحات الأولية للفتاة القاصر، التي كشفت للأمنيين بأنها على علاقة جنسية غير شرعية مع صديقها الهارب، وبأن هذا الأخير قام بهتك عرضها وفض بكارتها في أحد لقاءاتهما الحميمية، وبعد مرور دقائق معدودة، عاد ابن التاجر إلى الساحة، وأوقف سيارته، لكنه بمجرد ما لمحت عيناه سيارة فرقة النجدة، حتى بادر إلى الصعود مجددا إلى سيارته قصد الفرار، ولما حاول الشرطي إيقافه، قام بدهسه، حيث سقط الضحية أرضا، بعدما أصيب برضوض خطيرة في شتى أنحاء جسمه.