نساء في حياة القذافي: هو عنوان كتاب صدر باسم خليل عبد السيد، حاول من خلاله أن يرصد علاقة الديكتاتور المقتول بالمرأة. الكتاب، الذي تنشر أهم ما ورد فيه "فبراير.كوم"، لا يخلو من غرائب ترسم جزءا من ملامح رجل لم تفك كل طلاسم شخصيته الغرائبية. كان ملف " المرأة" من الملفات التي اهتم بها القذافي من أجل أن يثبت للعالم العربي والغربي، أنه ثائر تقدمي جاء ليرفع الظلم عن المرأة العربية ويدفعها لصفوف الثورة العالمية. وقد تجسدت مواقفه من المرأة في أكثر من أمر طوال العقود الأربعة التي قضاها في حكم ليبيا، فاستعان بالنساء في حراسته، وابتدع ما عرف ب " الراهبات الثوريات"، واستعان بالنساء في أعمال الدولة بشكل غير مسبوق في ليبيا، وأحاط نفسه بمجموعة من المقربات، وألح على ضرورة تغيير وضع المرأة الليبية والعربية عموما. وقبل أن نخوض في تفاصيل ذلك دعونا نرجع إلى كتابه " الأخضر" لنبحث عن المرأة في فكر القذافي وعقله. و"الكتاب الأخضر" هو اسم الكتاب المنسوب للقذافي، الذي سجل فيه آراءه وأفكاره ونظريته العالمية الثالثة، التي تتجاوز الرأسمالية والاشتراكية، وتحدث فيه عن السياسة والاقتصاد والمجتمع والثورة، وإن كان القدافي هو من كتب " الكتاب الأخضر" حقا، فقد لخص فيه رؤيته للمرأة وطبيعتها في الحياة بشكل طريف شديد التبسيط والإطناب لدرجة مضحكة على النحو التالي: المرأة تأكل وتشرب مثل الرجل. فالمرأة تأكل وتشرب وتحب وتكره وتفكر وتتعلم وتفهم وتحتاج للمأوى والملبس والمركوب مثل الرجل تماما. يقول القذافي: " المرأة إنسان والرجل إنسان ليس في ذلك خلاف ولا شك. إذن المرأة والرجل متساويان. إنسانيا بداهة، وإن التفريق بين الرجل والمرأة إنسانيا، هو ظلم صارخ وليس له مبرر، فالمرأة تأكل وتشرب كما يأكل الرجل و يشرب... والمرأة تكره وتحب كما يكره الرجل ويحب.. والمرأة تفكر وتتعلم وتفهم كما يفكر الرجل ويتعلم ويفهم.. والمرأة تحتاج إلى المأوى والملبس والمركوب كما يحتاج الرجل إلى ذلك.. والمرأة تجوع وتعطش كما يجوع الرجل ويعطش.. والمرأة تحيا وتموت كما يحيا الرجل ويموت..".. ومع هذا الأمر البديهي الذي اكتشفه القذافي في كتابه، ينتقل القذافي للفروق بين الرجال والنساء، وتتوالى اكتشافاته العبقرية. الفارق بين الرجل والمرأة: يسأل القذافي: "ولكن لماذا رجل ولماذا امرأة؟ فالمجتمع الإنساني ليس رجالا فقط، وليس نساء فقط فهو رجال ونساء.. أي رجل وامرأة بالطبيعة.. لماذا لم يخلق رجال فقط.. و لماذا لم تخلق نساء فقط..ثم ما الفرق بين الرجال والنساء أي بين الرجل والمرأة، ولماذا الخليقة اقتضت خلق رجل وامرأة؟..إنه بوجود رجل وامرأة وليس رجل فقط أو امرأة فقط، لا بد أن ثمة ضرورة طبيعية لوجود رجل وامرأة وليس رجل أو امرأة فقط..إذن، كل واحد منهما ليس هو الآخر... إذن، هناك فرق طبيعي بين الرجل والمرأة، والدليل عليه وجود رجل وامرأة بالخليقة.. وهذا يعني طبعا وجود دور لكل واحد منهما يختلف وفقا لاختلاف كل واحد منهما عن الآخر. إذن، لا بد من ظرف يعيشه كل واحد منهما يؤدي فيه دوره المختلف عن الآخر، ومختلف عن الطرف الآخر باختلاف الدور الطبيعي ذاته. ولكي نتمكن من معرفة هذا الدور.. لنعرف الخلاف في طبيعة خلق الرجل والمرأة.. أي ما هي الفروق الطبيعية بينهما؟ المرأة أنثى، والرجل ذكر... والمرأة طبقا لذلك يقول طبيب أمراض النساء..( إنها تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض لكونه ذكرا، فهو لا يمرض شهريا" بالعادة". هذا المرض الدوري، أي كل شهر هو نزيف.. أي أن المرأة، أنثى تتعرض طبيعيا لمرض نزيف كل شهر، والمرأة إن لم تحض تحمل.. وإذا حملت تصبح بطبيعة الحمل مريضة قرابة سنة.. أي مشلولة النشاط الطبيعي حتى تضع. وعندما تضع أو تجهض فإنها تصاب بمرض النفاس، وهو مرض ملازم لكل عملية وضع أو إجهاض. والرجل لا يحمل وبالتالي لا يصاب طبيعيا بهذه الأمراض التي تصاب بها المرأة لكونها أنثى. والمرأة بعد ذلك ترضع من كانت تحمله.. والرضاعة الطبيعية قرابة العامين.. والرضاعة الطبيعية تعني أن المرة يلازمها طفلها وتلازمه، بحيث تصبح كذلك مشلولة النشاط ومسؤولة مباشرة عن إنسان آخر، هي التي تقوم بمساعدته في القيام بكل الوظائف البيولوجية، وبدونها يموت. والرجل لا يحمل ولا يرضع).انتهى شرح الطبيب. إن هذه المعطيات الطبيعية تكون فروقا خلقية لا يمكن أن يتساوى فيها الرجل والمرأة .. وهي في حد ذاتها حقيقة ضرورة وجود ذكر وأنثى أي رجل وامرأة. وإن لكل واحد منهما دورا أو وظيفة في الحياة مختلفة عن الآخر.. ولا يمكن أن يحل فيها الذكر محل الأنثى على الإطلاق، أي لا يمكن أن يقوم الرجل بهذه الوظائف الطبيعية بدل المرأة.. الجدير بالاعتبار أن هذه الوظيفة التي تؤديها المرأة تتوقف عليها الحياة البشرية. أين هي وظيفة طبيعية ليست اختيارية وليست إجبارية، ثم هي ضرورية، وبديلها الوحيد وقف الحياة البشرية تماما. هناك تدخل إرادي ضد الحمل، ولكنه هو البديل للحياة البشرية، وهناك التدخل الإرادي الجزئي ضد الحمل.. وهناك التدخل ضد الرضاعة، ولكنها حلقات في سلسلة العمل المضاد للحياة الطبيعية والتي على قمتها القتل.. أي، أن تقتل المرأة لكي لا تحمل ولا تنجب ولا ترضع.. لا يخرج عن بقية التدخلات الاصطناعية ضد طبيعة الحياة المتمثلة في الحمل والرضاعة والأمومة والزواج.. إلا أنها متفاوتة في درجتها.