هجرة الكفاءات الطبية والعجز الحاد على مستوى الموارد البشرية، وضعف الخدمات الصحية خاصة بالنسبة للمستعجلات، كانت من ضمن أبرز القضايا التي أثيرت في اطار فعاليات المناظرة الوطنية الثانية للصحة التي من المرتقب أن تختتم أشغالها اليوم الأربعاء. وزارة الصحة تعترف بالنقص الكبير في الموارد البشرية٬ وبالخصوص الممرضين الذين يبقى عددهم٬ وإن تعدى 30 ألف ممرض٬ قليلا مقارنة مع الاحتياجات الملحة.
وتعتبر الوزارة أن الكثافة الحالية للمرضين في حدود 9 ممرضين لكل 10 آلاف نسمة٬ مشيرة إلى أن هذه النسبة تقل بالنصف عن الكثافة الموجودة في بلدان شرق المتوسط.وعلى هذا الأساس٬ و لأجل تقليص هذا العجز أوردت الوزارة في مخطط عملها اللفترة 2012 - 2016 الحفاظ على إيقاع التكوين في مستوى 3000 ممرضة وممرض سنويا والرفع من المناصب المالية المخصصة لتوظيف الممرضين.
وقال جيل دوسو الأستاذ الجامعي الكندي والخبير بالبنك الدولي، أن القطاع الصحي يواجه عدة تحديات من بينها هجرة الكفاءات، وذلك في ظل عالم يتميز بتأثير العولمة على أسواق الشغل.
وأضاف في عرض قدمه في جلسة عامة حول موضوع " تنمية الموارد البشرية في المجال الصحي .. التحديات والدروس المستخلصة من التجارب الدولية" في اطار فعاليات المناظرة الوطنية الثانية للصحة، أن إبقاء هذه الكفاءات في بلدها الأصلي، يستدعي من السلطات العمومية العمل على إعداد سياسة ترتكز على الخصوص على تحسين ظروف العمل وتقديم تحفيزات مالية ومهنية.
وأشار الى أن قطاع الصحة يواجه تحديات أخرى من بينها التوزيع الجغرافي والعادل للموارد البشرية داخل عدد من البلدان، والنهوض بالجانب المتعلق بالتكوين المستمر والتكوين عن بعد، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي واستعمال التكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال في التعليم .
وقال جيل دوسو إن هذه العوامل لها أثر كبير على مستوى المردودية، والانتاجية وجودة العلاجات المقدمة للمواطنين، داعيا في هذا الصدد، الى مواصلة الاستثمار في الموارد البشرية ولو كانت تكلفة هذا الاستثمار باهظة.
وفيما يتعلق بالمستعجلات فإن الحسين الوردي وزير الصحة٬ سبق وأن اشار إلى أن ما بين 63 و80 في المائة من الوفيات الناجمة عن الحوادث في الشارع العام تفارق الحياة أثناء الحوادث وخلال عمليات النقل، ما يعني أن 39 في المائة من الوفيات يمكن إنقاذها بالتدخل الناجع.
وحسب المعطيات التي قدمها الوردي فإن 85 في المائة من المستشفيات المغربية تتوفر على مصالح للمستعجلات تشتغل 24/24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع كما أن عدم الولوج الى المستعجلات الطبية خارج المستشفيات مطروح بالنسبة ل 40 في المائة من الساكنة.
إضافة لذلك فإن الخدمات المقدمة في المستشفيات تمثل فيها تدخلات المستعجلات نسبة 50 في المائة بنمو سنوي يبلغ 10 في المائة كما أن 5ر33 في المائة من التدخلات الجراحية تنجز في المستعجلات.
ومن أجل مواجهة هذا المعطى طورت الوزارة مخططا للمستعجلات يمتد من 2013 الى 2016 بغلاف مالي يبلغ 500 مليون درهم يتركز على خمسة محاور تهم تحسين التكفل على مستوى المستعجلات الطبية وتطوير المستعجلات قبل الاستشفائية.