الوردي: المغرب في حاجة إلى مستعجلات قبل الاستشفائية كشف الحسين الوردي، وزير الصحة، أن ما بين 63 و80 في المائة من ضحايا حوادث السير يموتون في ذات المكان الذي وقعت فيه الحادثة أو في الطريق إلى المستشف وأفاد المسؤول الحكومي، خلال مشاركته رفقة وفد هام في معرض الصحة بباريس، أن 39 في المائة من الوفيات يمكن إنقاذها بالتدخل الناجع. وشدد الوزير على ضرورة الخروج بالمستعجلات قبل الاستشفائية من أجل إنقاذ أرواح الكثيرين. وأظهر الوزير أن 85 في المائة من مستشفيات المغرب تتوفر على أقسام للمستعجلات، تشتغل 24/24 و7/7، مضيفا أن المستعجلات الطبية خارج المستشفيات مطروح بالنسبة ل 40 في المائة من الساكنة. وفي سياق ذلك، قال وزير الصحة إن الخدمات المقدمة في المستشفيات تمثل فيها تدخلات المستعجلات نسبة 50 في المائة بنمو سنوي يبلغ 10 في المائة كما أن 33.5 في المائة من التدخلات الجراحية تنجز في المستعجلات. ومن أجل مواجهة هذا المعطى، طورت الوزارة مخططا للمستعجلات يمتد من 2013 إلى 2016 بغلاف مالي يبلغ 500 مليون درهما يتركز على خمسة محاور تهم تحسين التكفل على مستوى المستعجلات الطبية وتطوير المستعجلات قبل الاستشفائية، ملاحظا أنه توجد حاليا خدمات لطب المستعجلات ورقم وطني مجاني هو 141. إلى ذلك، قال الوردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مشاركة المغرب في معرض باريس، كضيف شرف، بدعوة من الفدرالية الطبية الفرنسية، يهدف إلى تعزيز التعاون الفرنسي المغربي في مجال الصحة عموما، وبالخصوص في مجال التكفل بالمستعجلات سواء الاستشفائية أو قبل الاستشفائية. كما تطرق الوزير لمحور التكوين من خلال العمل على تطوير مراكز للعلاجات ذات العلاقة بالمستعجلات وإحداث مركز خبرة وتتبع بفاس، إضافة للشراكة والتعاون مع الوقاية المدنية والدرك الملكي وقطاعي الصحة العسكرية والخواص. وتحدث الوزير عن المجالات ذات الأولوية في سياسة وزارة الصحة وهي سياسة التكفل بالمستعجلات، في شقها المتعلق بإعادة تنظيم قطاع المستعجلات وبالخصوص مستعجلات القرب وتطوير التكفل بالمستعجلات الاستشفائية وما قبل الاستشفائية. ويرجع التعاون بين المغرب وفرنسا في المجال الصحي إلى سنة 2003، تاريخ التوقيع على اتفاقية بين الوزيرين الأولين في البلدين، ويهم هذا التعاون عددا من المجالات، من بينها التغطية الصحية الأساسية، وصحة الأم والطفل، ومراكز تحاقن الدم، ثم حاليا نظام راميد للتغطية الصحية والتغطية الصحية الجديدة بالنسبة للمهن الحرة والمستقلة. وعلى هامش هذه الأيام الطبية أشاد الوردي بحضور رئيس الفيدرالية الطبية الفرنسية (تضم 1200 مؤسسة طبية) فريدريك فالتو ورئيس خدمات المستعجلات بفرنسا مارك جيرولد وعدة مدراء مستشفيات فرنسيين، منوها بالتعاون «الواسع» مع فرنسا. كما أعرب عن الأمل في أن تنجح وزارة الصحة في وضع المخطط الجديد للمستعجلات الممتد من 2013 إلى 2016 بتعاون مع شركائها الرئيسيين. ومن جهته قال مارك جيرولد إن الشراكة المتميزة بين المغرب وفرنسا غنية لأن المغرب يربطه تعاون وثيق مع فرنسا في المجال الطبي ملاحظا أن الأمور تطورت كثيرا في المغرب في السنوات الأخيرة خصوصا في المجال الطبي. وفي ما يتعلق بمبادرات التعاون بين المستعجلات الفرنسية ووزارة الصحة المغربية، أوضح السيد جيرولد أنه يشمل ثلاثة محاور أولها المشاركة في المناقشات والتفكير في ما يتعلق بالنصوص والتنظيم وأنظمة العمل ، ملاحظا أن نظام المستعجلات الفرنسي يتيح أنماط تنظيم في حاجة للنقاش حتى تتم أقلمتها مع الواقع المغربي. أما المجالان الآخران فيهمان التكوين من خلال تنظيم دورات في فرنسا وبعثات خبراء إلى المغرب، ثم إجراء خبرات لتطوير تقنيات لقياس فعالية العلاجات الاستعجالية. ومن جهته أشاد فريدريك فالتو باختيار المغرب كضيف شرف لهذا المعرض الطبي الذي يعتبر موعدا لا محيد عنه بالنسبة للخبراء في المجال الطبي، مشيدا بمستوى التعاون المتميز بين القطاعين الصحيين في البلدين.