أينما حل وارتحل، يخلق الجدل بتصريحاته، قهقهاته، وحركاته..كيف لا وهو الذي نشأ وتربى بمدينة لا تعرف سوى الضحك والبهجة. ما إن يدلي بتصريح ، حتى ترى مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك، تتناقله بشكل كبير، وتعود لتصريحاته السابقة التي ستبقى شاهدة عليه من قبيل:" والله أوباما باباه ما عندو بحال هاد المدرسة" و" نتي راه خاصك غي الراجل" و"المدير وصاحبتو" وغيرها من "النوادر الفريدة.
هو محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، الوزير المراكشي الذي ترافقه "لعنة" مروى الطفلة المراكشية، و"لعنة" حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الذي ينتمي إليه.
الوفا يرفض الخروج من حكومة عبد الإله بنكيران ويقرر البقاء فيها ضدا على قرار شباط الذي يسعى إلى أن يترك الحكومة" فيها بياسة" دون إصلاحها.
العارفون بمسار صاحب القولة الشهيرة "المدير وصاحبتو" لم يشككوا يوما أن الوفا لن يسير إلى جانب شباط. لماذا؟ وكيف؟
محمد الوفا، ظل لسنوات عدة بعيدا عن المغرب، وبعيدا عن حزب الاستقلال، هكذا يقول المتتبعون لمساره، وكأنهم يشرحون بذلك قراره -الوفا- بعدم اتباع حميد شباط وانسحاب الاستقلاليين من الحكومة.
فالوفا، شغل منذ بداية الألفية مناصب خارج المغرب، بعيدا عن الحزب وقواعده، حيث ما بين 2000 و2004 منصب سفير المغرب بالهند، قبل أن يعين سفيرا في إيران سنة 2006 ، ثم سفيرا للمملكة في البرازيل.
شباط أيضا كان سببا في "تعنت" الوزير المراكشي وتحديه لزعيم الحزب، عندما قال أن لا أحد قادر على إقالته عدا الملك محمد السادس الذي عينه في حكومة بنكيران، كيف ذلك؟
شباط في كل مرة منذ تنصيبه أمينا عاما للحزب، هاجم وانتقد الوزير الوفا، ووصفه ب"القاصر" والتابع لبنيكران، كل هذا وغيره جعل الوزير المراكشي الذي كان سيترشح للأمانة العامة للحزب يثور في وجه حميد شباط، ويقرر البقاء في الحكومة بعد قرار اللجنة المركزية تقديم وزراء الاستقلال استقالتهم من الحكومة وإمهالها بنكيران شهرا في أبعد تقدير لحل مشكل أغلبيته الحكومية.