على مدى نصف ساعة، بقي رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ينصت بإمعان إلى شكوى المقاول سعيد الشقروني، الذي يواجه منذ ثلاث سنوات ثلاث وزارات من أجل استخلاص مستحقات شركته، التي أنجزت مشاريع لفائدة هذه الوزارات، لكنها اصطدمت لحظة الأداء ب»مافيات» تفرض رشاوى على المقاولين، من أجل تمكينهم من مستحقاتهم. وبعد تنظيمه للندوة الصحفية، ونشر تفاصيل قصته على صفحات الجرائد، تلقى سعيد الشقروني اتصالا من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وقال الشقروني، «اتصل بي رئيس الحكومة وقال لي بأنه لا علم له بقضيتي، فأجبته بأنني راسلته أكثر من خمس مرات، ولدي وصولات بتسلمه لشكاياتي المتكررة». وأضاف الشقروني «بقيت أتكلم لمدة نصف ساعة، دون أن يقاطعني رئيس الحكومة الذي بقي يستمع إلى كل تفاصيل القصة، دون أن ينبس بكلمة، لدرجة أنني كنت أعتقد بأن الخط قطع، قبل أن يرد علي إنني أسمعك». وزاد «قلت لرئيس الحكومة لقد رفعتم شعار محاربة الفساد، ونحن صدقناكم وآمنا بخطتكم من أجل الإصلاح، ولكن في الحقيقة لم نر شيئا على أرض الواقع، فأنا أعاني منذ ثلاث سنوات، وشركتي على حافة الإفلاس بسبب الظلم، وأيضا تشردت أسر كثيرة كانت تعمل معي، وعندما لجأت إلى القضاء لم ينصفني، وبقيت أواجه «مافيات» يبدو أن لها أيادي طويلة في كل مكان»، قبل أن يردف «لقد سجلتهم وهم يطالبونني برشاوى، وبالفعل تم اعتقال بعضهم، ليطلق سراحهم من جديد بدون قيد ولا شرط». رئيس الحكومة أكد للشقروني بأنه لم يكن يعرف مطلقا بقصته، ووعده بأن يتصل به من جديد، من أجل تحديد موعد للقائه والنظر في قضيته. وبالفعل عاود الاتصال مرة أخرى وحدد له موعدا يوم غد الجمعة. ويقول الشقروني «قلت لرئيس الحكومة سأحمل لك ملفات إذا رأيتها «غادي تشد راسك»ّ، وستتساءل هل هذه الأمور فعلا تقع في المغرب؟».