يعود العندليب عبد الحليم حافظ، بفلمه "أبي فوق الشجرة"، بعد 43 عام من انتاجه وعرضه، ليُقلق الرقابة، التي تحترف المنع، لتستهدفه بهدف منعه نظرا ل"كثافة القبلات"، التي تبادلها عبد الحليم ونادية لطفي وميرفت أمين. وتقول جريدة "الأنباء" الكويتية في تقرير لها إن تداعيات سيطرة الأحزاب الدينية على الحياة السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير بدأت بالفعل تظهر جلية على الساحة الفنية.
وتوضح أن الرقابة "الأخلاقية" التي تفرضها الأجندة الجديدة لن تقتصر على إنتاج اليوم والغد، بل ستكون بمفعول رجعي يمتد خمسين عاما إلى الوراء وربما أكثر، فقد كشفت معلومات صحافية جديدة أن أجهزة الرقابة في التلفزيون المصري بدأت بمراجعة جميع الأفلام القديمة التي كانت تعرض بشكل طبيعي تمهيدا لحذف كل مشاهد القبلات والمشاهد الحميمية وفقرات الرقص الشرقي منها.
وأشارت مصادر من داخل التلفزيون المصري إلى أن المشرفين على جهاز الرقابة في التلفزيون المصري بدأوا بالفعل بمشاهدة جميع الأفلام تمهيدا لحذف المشاهد "المثيرة" منها، ومن بين الأفلام أعمال خالدة في تاريخ السينما المصرية عرضت آلاف المرات من قبل.
وقالت المصادر إن معظم الأفلام تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والحذف سيشمل مثلا مشهد تقبيل فريد الأطرش للبنى عبدالعزيز في فيلم "خطاب من امرأة مجهولة"، ومشاهد رقص أدتها أهم راقصات مصر مثل نجوى فؤاد، وتحية كاريوكا، وسامية جمال، ومشاهد رشدي أباظة وشادية بفيلم "الزوجة رقم 13"، بالإضافة إلى مشاهد قبلات الشحرورة صباح وعبدالحليم حافظ، وعبدالحليم حافظ ونادية لطفي في "الخطايا" كما أشارت المعلومات الصحافية.
وصعق الكثيرون – حسب الصحيفة – من أن الرقابة قد تمنع عرض فيلم "أبي فوق الشجرة" للفنان عبدالحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت أمين والذي يعد من أبرز ما أنتجته السينما المصرية، وهو من إنتاج 1969، ونال شهرة كبيرة جدا حينها، وعللت الرقابة السبب إلى عدد مشاهد القبلات الكثيرة ضمن الفيلم.