تليتماس جزء من واقع مرير، و"فبراير.كوم" يعيد بث الشريط الذي يعري معاناة النساء الحوامل في البوادي، الذي سبق للقناة الثانية أن أنجزته في برنامج "الوجه الآخر" صدق أو لا تصدق! يحدث هذا في القرن الواحد والعشرون: إمرأة حامل تضع مولودتها في فاس فجر الإثنين 2 يناير 2012 أمام إحدى مراحيض المركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني للعاصمة العلمية! يتعلق الأمر بتليتماس الريفية القادمة من الحسيمة والمستقرة مع زوجها الموظف في فاس. آخر شيء توقعته تليتماس أن تنجب أول مولود لها في هذه الظروف البئيسة. فمنذ سادس دجنبر 2011 وهي تتردد على قسم الولادة بالمستشفى الجامعي بفاس لمتابعة حالتها ومراقبة وضع الجنين، لكنها فوجئت يوم الإثنين بإهمال أدى إلى وضع مولودتها الجميلة أمام المرحاض. إذ بمجرد ما شعرت بالمخاض، أخبرت الممرضات والمولدات اللواتي كن يرابطن داخل مكتب بقسم الولادة، لكنهم لم يكثرتن لحالها، طالبين منها أن تستمر في ممارسة رياضة المشي في الممر في انتظار أن يحين وقت مخاضها! لكن، بمجرد ما تقدمت خطوات إلى الأمام اشتدت عليها الآلام، مما جعلها تتوجه صوب أقرب مرحاض يوجد آخر الممر. ولو لم تنتبه والدتها التي رافقتها إلى المرحاض وتسارع باستعمال سروالها (الأم) لإلتقاط المولودة، لاصطدمت الطفلة التي لطالما انتظرتها تليتماس وزوجها بالأرض. "فبراير.كوم" اتصلت بوالد الطفلة، الذي لازال لم يتخط بعد آثر صدمة ولادة مولوده الأول على قارعة المرحاض، وهذه عباراته التي لا تخل من أسف:«للأسف أخطأت التقدير. لقد تعاملت وزوجتي مع المستشفى الجامعي على أنه المكان الأفضل والمؤهل للولادة. فأول ما يتباذر إلى ذهن أي عاقل حينما تحيله على مستشفى جامعي، وجود أساتذة جامعيين وتجهيزات طبية لكننا اصطدمنا بالعكس. لو كنت أعرف لاصطحبت زوجتي إلى أقرب مصحة خاصة..» تعني "تليتلماس" بالريفية المرأة التي لها إخوان، وللأسف لم تجد تليتلماس بطلة هذه القصة المريرة لا أخا ولا أختا في المستشفى الجامعي بفاس، وحالتها تسائل الوضع الصحي في المملكة ككل. إن حكاية "تيتلماس" تذكرنا بصورة الأم المغربية، التي وضعت مولودها في ممر للمستشفى (أنظر الصورة أعلاه)، وهي الصورة التي تعري معاناة المغربيات في المستشفيات وواقع الوضع الصحي في المغرب، فما بالك بالمغربيات المعزولات في القرى والدواوير وفي أبعد نقطة من جبال المغرب المنسي.