أفادت وزارة الصحة أنها أعدت استراتيجية وطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يسهر على تنفيذها المركز المغربيلمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية. وأوضح بلاغ وزارة الصحة لوزارة الصحة تمكنت، أبفضل هذه الاستراتيجية، من تخفيض عدد الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي ولسعات العقارب، حيث انخفض عدد هذه الوفيات من 460 حالة وفاة سنويا، إلى 32 حالة وفاة في 2014، مع الإشارة إلى أن هدف الوزارة هو تحقيق صفر (0) وفاة ناتجة عن هذه التسممات. وترتكز هذه الاستراتيجيةعلى برامج الوقاية، وتكوين مهنيي الصحة وتوفير الأدوية اللازمة. وفي سنتي 2014-2015 تم تزويد كل الاقاليم بمعدات ووسائل العلاج وتعبئة الموارد البشرية وتجهيز وحدات الإنعاش. وأكدت الوزارة بخصوص استعمال الأمصال، أن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج، وذلك لعدم فاعليته التي أثبتتها معظم الدراسات والأبحاث العلمية. أما بالنسبة للدغات الأفاعي، توضح الوزارة، فالعلاج بالمصل، ولو أنه غير كافي في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء. وقد تم إدماج العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعيفي بروتوكول التكفل العلاجي منذ سنة 2011ويتم استيرادهوتوزيعه بصفة منتظمة كل سنة، مع الإشارة إلى أن العلاج بالمصل المضاد لسم الأفاعي يتم داخل المؤسسات الصحية وتحت إشراف طبيب متخصص، شريطة أن ينقل المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما تؤكد وزارة الصحة أن العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي يكون في المركز المرجعي على صعيد كل جهة حيث يوجد الطبيب المختص والذي تلقى تكوينا خاصا في هذا المجال. ولم يفت الوزارة التذكير أنها وفرت المصل المضاد للدغات الأفاعي وهو موجود بالمؤسسات الصحية خاصة بالمناطق والجهات الأكثر عرضة (سوس ماسة درعة – ومراكش تانسيفت الحوز- والعيون بوجدور- وكلميم السمارة- وتادلة أزيلال- ومكناس تافيلالت – وفاس بولمان- وطنجة تطوان- والدارالبيضاء الكبرى والرباط سلا زمور زعير..إلخ). ومن الجانب الوقائي و لتحسيسي، تعمل الوزارة و شركاؤها بالجهات الأكثر عرضة لهذه الإشكالية البيئية، على تحسيس المواطنين بسبل الوقاية منلسعاتالعقاربولدغات الأفاعي وطريقة التعامل مع الحالات المصابة. وتهدف كذلك هذه الاستراتيجية الىالتحسيس بأهمية تنظيم السكن، خاصة بالمجال القروي، من أجل منع ولوج العقرب والأفعى إلى داخل المنازل. خاصة وأن نتائج الدراسات التي أجريت في الميدان بينت أن العقارب تلسع بنسبة 71.16%داخل المنازل، لذلك ينبغي إزالة الأعشاب المتواجدة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والسقوف. بالإضافة الى تبليط الجدران المتواجدة داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلقها والولوج إلى المنازل. بالإضافة إلى ذلك، فإنتزويد السكان بالكهرباء وتوفير الماء وكذا الجمع المنتظم للنفايات يلعب دورا هاما في هذا المجال. واستنادا إلى كون 67.8% من الإصابات تمس بأطراف الأعضاء (الأيدي والأرجل)، فمن شأن توعية الساكنة على ارتداء أحذية مغلقة وأخذ الاحتياطات قبل لمس الأحجار والخشب…إلخ، أن يخفض عدد اللسعات واللدغات. كما يجب أيضا حث الساكنة على تحريك الأفرشة والأغطية والألبسة وكذا الأحذية قبل استعمالها. والجدير بالذكر فإن القضاء على لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يستوجب التحكم في المسببات البيئية و المجالية. فمن الواضح أن مكافحة آفة التسممات تظل أولوية وزارة الصحة، ولكن لا يمكن لوزارة الصحة أن تواجه هذه الإشكالية من الجانب الصحي فقط، بل من الضروري أن يفعّل تعاون متعدد القطاعات يشمل القطاعاتالحكومية والجماعات المحلية وكذاالمجتمع المدني. وخلقت وزارة الصحة لجنة وطنية لمكافحة التسممات بالحيوانات الضارة، وتتكون من مجموعة من الخبراء ذويالتخصصات المتعددة من أجل تفعيل استراتيجية وزارة الصحة في هذا المجال. من جانب أخر، جددت وزارة الصحة إخبارهاالمواطنات والمواطنين أنها تضع رهن إشارتهم خطا هاتفيا(64 64 68 37 05 أو 180 000 810 0)، والذي يعمل 24 ساعة على 24 ساعة للتواصل مع المركز المغربي لمحاربة التسممات من أجل الحصول على معلومات حول الوقاية وسبل التكفل بالحالات الطارئة.