أعاد الإعلان عن إصابة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بنوبة دماغية خفيفة ونقله إلى باريس للعلاج، إلى واجهة الأحداث ما يوصف بالصراع على السلطة، والذي يعتبر البعض في الجزائر أنه بات على أشده الآن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. وتؤكد التصريحات الرسمية سواء التي صدرت أمس في مدينة بجاية عن رئيس الوزراء عبد المالك سلال، أو عن مدير المركز الوطني للطب الرياضي رشيد بوغربال، أن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة (76 عاما) ليس خطيرا على الإطلاق، بل إن السلطات أعلنت اليوم أن حالته الصحية تتحسن. ويرى محللون وساسة جزائريون أن مرض بوتفليقة الذي يأتي في وضع بالغ الحساسية بالنسبة للجزائر بسبب مخاطر الوضع في منطقة الساحل الأفريقي -والتي تُرجمت عمليا إلى هجوم عين أمناس جنوب شرقي البلاد مطلع هذا العام- يزيد المشهد غموضا بسبب عدم حسم الرئيس في ترشحه لولاية رابعة، وعدم بروز مرشح آخر يمكن أن يحوز ثقة أغلبية الجزائريين. وفي الوقت نفسه, باتت صحف جزائرية تتحدث علنا عن صعوبة ترشح الرئيس لولاية رابعة في انتخابات العام المقبل بسبب مرضه, بينما تعتبر أخرى أنه ما زال الرجل القوي في البلاد. وفي هذا الباب تحديدا, قالت صحيفة الوطن إنه يصعب على السلطة الآن إقناع الشارع بإمكانية استئناف الرئيس نشاطه بصورة طبيعية, مضيفة أن تدهور صحة بوتفليقة "يفسد" مشاريع المطالبين بترشحه لولاية رابعة, ويقوي حملة المعارضة ضد هذا التوجه. ويرى الكاتب في صحيفة الوطن الجزائرية فيصل مطاوي أن قضية خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باتت تُطرح الآن بجدية. وقال إن الشكوك كانت في السابق تحوم حول ترشح بوتفليقة لولاية رابعة عام 2014, مشيرا إلى أن تسارع وتيرة الأحداث في ظل مرض الرئيس قد يؤدي إلى شغور في المنصب, ومن ثم إلى انتخابات مبكرة.
وأضاف مطاوي أن محيط الرئيس يطلب ترشحه لولاية رابعة بذريعة مواصلة الإنجازات والمحافظة على استقرار البلاد التي لم تتأثر تقريبا بأحداث الربيع العربي, معتبرا أن هذا الطلب يضع الرئيس في موقف حرج. يشار إلى أن بوتفليقة قرر في وقت سابق من هذا الشهر تشكيل لجنة لتعديل الدستور, ويعتقد بأن هدف الرئيس من تلك التعديلات السماح له بتولي الرئاسة لولاية رابعة.