الحرب بين مكونات الحكومة ما تزال مستمرة، ولا يتعلق الأمر هنا بالحرب بين حزب الاستقلال والعدالة والتنمية، ولا بين شباط وبن كيران، ولكن بين حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية، حيث ردت جريدة "العلم" ليوم الإثنين بقوة على الخرجة الإعلامية الأخيرة لنبيل بنعبد الله الأمين العام للتقدم الاشتراكية في الأسبوع الماضي، والملاحظ أن الانتقاد كان لاذعا وشديدا، وجريدة حزب الاستقلال تصف خرجة بنعبد الله بالسطحية والمتسرعة. هذه واحدة، أما الثانية، فتتعلق بالمضمون كما ورد في اليومية ذاتها، حيث ردت على على انتقادات بنعبد الله بالقول:"وحينما يوجه محمد نبيل بنعبد الله سهام النقد للحكومات السابقة، فلقد كان عليه أن يوجه نقدا ذاتيا لشخصه وحزبه ... الذي ظل ملتصقا بجميع الحكومات التي رفها المغرب طوال الخمس عشرة سنة الماضية .. مهما كلفه ذلك من ثمن ..."، يقول حزب الاستقلال في افتتاحية "العلم" لهذا اليوم، ثم تضيف بشدة :" الحزب، أي التقدم والاشتراكية، ظل مكملا، تابعا، مواليا لقوى سياسية رئيسية، بغض النظر إن كانت ذات مرجعية اشتراكية تنسجم مع هوية الحزب أم ذات مرجعية إسلامية معارضة لهذه الهوية".
هل يمكن الحديث عن أغلبية حكومية؟
حزب الاستقلال لم يقف عند هذا الحد ورد قائلا، عبر نفس الافتتاحية، وهذه المرة موجها انتقاده لنبيل بنعبد الله مباشرة:" إن مجمل القطاعات التي تحمل مسؤوليتها أشخاص قياديون من هذا الحزب لم تشهد أي تغيير أو حتى حركية تذكر".