لن تمر دراما رمضان في الوطن العربي مرور الكرام هذا العام، ويبدو أن الأسبوع الأول منه حمل موجات غضب أكبر من المتوقع، والسبب بكل بساطة امتزاج الفني بالسياسي على أكثر من مستوى، والحال هنا شرقية بامتياز، في حين تغط الدراما المغربية في سبات رداءة صعب الاستيقاظ. أول زلزال درامي في رمضان جاء من السعودية التي منعت قناتها الليبرالية « إم بي سي »، الحلقة الثالثة من المسلسل السعودي أيضا « سيلفي » للنجم ناصر القصبي، الذي يعتبر خاسرا من جهتين. أولا تلقيه لتهديد صريح من تنظيم « داعش » بعد أن قدم دور أب سعودي مكلوم يذهب إلى سوريا لإنقاذ ابنه من الانضمام إلى داعش، وينتهي به الأمر مقتولا ومذبوحا بسكين ابنه، بناء على فتوى من شيوخ التنظيم. ومباشرة بعد بث الحلقة تعرض حساب القصبي لهجوم كاسح من قبل متشددين، أحد الحسابات على تويتر ويدعى صاحبها « جليبيب الجزراوي » وجه رسالة للفنان ناصر القصبي أثناء عرض الحلقة، وقد كتب بالحرف « أقسم بالله لتندم يا زنديق ولن يرتاح بال للمجاهدين في الجزيرة حتى يفصلوا رأسك عن جسدك والأيام بيننا ». الفنان ناصر القصبي غرد عبر حسابه « حسابي الآن يطفح بالشتامين والمهددين واللاعنين بكل فنون اللعن والتهديد والشتم، فأقول لهم قليلا من الهدوء ورمضان كريم وترى حنا بأول يوم ». ولم يسلم ناصر القصبي من تهديدات الدواعش، بل تسبب عمله الفني في غضب رسمي سعودي، وهو ما أدى إلى منع الحلقة من موقع « يوتوب » وبطلب من إدارة القناة المنتجة. سبب الغضب من الجهة الثانية على الفنان السعودي جاء بعد أن لمح بشكل صريح في حلقته المثيرة للجدل، لأن الحلقة كلها تدين الدور السعودي في دعم تنظيم داعش من خلال إطلاق سراح المجرمين من سجون السعودية وإرسالهم إلى سوريا للجهاد وهو ما كانت السعودية تنفيه من قبل، رغم تأكيدات الحكومة السورية.