كان عدد المشاركين في مسيرة المعاريف أقل بكثير من مسيرة الحي المحمدي، التي اعتبرت أول مسيرة تنظم في الدارالبيضاء بعد انسحاب جماعة العدل والإحسان.. انطلقت المسيرة البيضاوية من حي درب غلف باتجاه المعاريف، وارتفعت درجة حرارة الشعارات في بعض من مقاطع الجسد الفبرايري، وقد حظي كل من بنكيران والهمة بنصيب مهم من الشعارات المطالبة برحيلهما. بدأت المسيرات على إيقاع شعار بطعم توديع نهاية السنة والاحتفال بالعام الجديد:«سنة حلوة يا عشرين، وسنة كحلة يا مخزن..» ومن بين الشعارات التي رفعت:«المغاربة عيقوا. الحكومة زيرو. بنكيران زيرو. الهمة زيرو. البرلمان زيرو..مع المخزن ممصالحينش، على القضية ممفكينش، مع المخزن ممفكينش، المخزن اسمع، المخزن حل ودنك، الحركة كتكول ليك اولاد الشعب ممفاكينش..» ويبدو في إحدى الأشرطة المصورة التي بثت على شبكة "يوتوب"، أن بعض المتظاهرين رددوا عبارات "شووت.." في إشارة إلى طلب امتصاص شعارات مطالبة بإسقاط النظام، وهذا معناه أن الشعار ظل معزولا، على اعتبار أن المبادئ التي التفت حولها حركة 20 فبراير، منذ البداية إلى الآن، لم تخرج عن الملكية البرلمانية كسقف وحّد مختلف الفاعلين والحساسيات السياسية في الحركة. وفي طنجة مثلا ساءلت المسيرة الفبرايرية المخابرات المغربية مثمتلة في جهاز المديرية العامة لمديرية التراب الوطني ال"دي.إس.تي"، وحينما استفسرت "فبراير.كوم" عن السر في ذلك، أكد لنا أحد الفاعلين في الحركة أن أغلب ناشطي الحركة يتعرضون في الآونة الأخيرة في طنجة لموجة من الاستفزازات والملاحقات الأمنية، حيث ردد بقوة الشعار التالي:« الديستي سيري فحالك. الديستي سوقها خاوي، حاضينا حتى في القهاوي..» يبدو أن انسحاب جماعة العدل والإحسان الملغز من حركة 20 فبراير يترك أثره تنظيميا على الجسم الفبرايري أحدا بعد آخر، على الأقل كميا، فما عاد نفس العدد يخرج للتظاهر، مثلما تقلصت في نفس الآن المدن المنظمة لمسيرات الغضب الشعبي، حسب تعليق أحد الناشطين في الحركة نفسها.