استعرض وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق ٬ مساء اليوم الأربعاء ٬ حصيلة تدبير الشأن الديني خلال السنة الفارطة ٬ لا سيما في مجالات العناية بنشر القرآن الكريم والمساجد والأئمة والتعليم الديني ونشاط مؤسسة العلماء . وأوضح السيد التوفيق ٬ في عرض ألقاه بين يدي الملك محمد السادس خلال ترأسه لحفل ديني بمسجد الهدى بالرباط إحياء لليلة المولد النبوي الشريف٬ أن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف أضحت تستشرف هدفها المتمثل في إخراج مليون نسخة من المصحف برواية ورش كل عام وتوزيعها على المساجد٬ وذلك في الجانب المتعلق بالعناية بالقرآن الكريم .
وأشار ٬ في السياق ذاته ٬ إلى أن الإقبال على حفظ كتاب الله العزيز ٬ سواء في الكتاتيب القرآنية أو في الفضاءات المرخص لها ٬ شهد تزايدا من لدن جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث ٬ فضلا عن تحسن الجودة والمردودية والتسيير في فضاءات التحفيظ بفضل تحفيز جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية المنظمة كل عام.
أما في ما يتعلق بالمساجد٬ بناء وإصلاحا وترميما وتجهيزا٬ يضيف السيد التوفيق ٬ فقد تم تنفيذ التوجيهات الملكية عبر ستة برامج بكلفة مليار وربع مليار درهم ٬ همت الأحياء الهامشية والحضرية والعالم القروي والمساجد الأثرية والتجهيز والتأهيل البيئي٬ مشيرا إلى أن المساجد المتضررة في مناطق الكثافة الشديدة لم يبق منها خارج البرمجة سوى 650 مسجدا ستدبر لها الوسائل على الصعيد المحلي في غضون السنة الجارية .
وقال إن السنة الفارطة تميزت ٬ في مجال العناية بالأئمة ٬ بزيادة في مكافآتهم والزيادة في مكافآت الخطباء ٬ كما تحسنت الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين ٬ إذ بلغ مجمل الغلاف المالي المخصص للأئمة مليار ومائتي مليون درهم .
وبخصوص التعليم العتيق ٬ أبرز الوزير أن إدماجه القانوني وتأهيله يعرف تحسنا مطردا٬ حيث توالت العناية به من خلال تأهيل المؤسسات والرفع من المردودية وتحسن الجودة وتوفير الفضاءات الملائمة.
وقال في هذا السياق إن النواة المركزية في هذا التدبير "تتمثل في العلماء العاملين بجانب أمير المؤمنين٬ على اعتبار أنهم حملة العلم العدول٬ أي المتصفون بالموضوعية٬ ما يعني حيادهم بالنسبة للاختيارات السياسية على صعيد المجتمع حتى يتمكنوا من الدفاع عن إرثهم النبوي ضد أخطار ثلاثة وقع رصدها من البداية٬ وهي تحريف الغالين٬ أي المتطرفين٬ وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
وحيث يرى العلماء ٬ يقول الوزير ٬ أن " قطب هذه الحماية هو المسجد٬ فهم يعرفون أن الوسائل المتاحة لهم مطمئنة للأمة٬ إذ تتمثل في اختصاصهم وحدهم بإعطاء شهادات تزكية الأئمة٬ وفي قيامهم على تأهيل هؤلاء الأئمة عبر اللقاءات المبرمجة مرتين في الشهر ضمن ميثاق العلماء٬ وقرارهم المؤخر بنشر الأئمة الشباب المتخرجين من مركز التكوين٬ وعددهم ألف ومائتان٬ في توزيع محكم عبر مجموع تراب المملكة٬ نشرا يجعلهم رهن إشارة الأئمة في مختلف المهام التحصينية والتنموية المنوطة بهم".
وبعد أن ذكر بالتوجيهات الملكية بشأن دخول النساء مجال التأطير الديني ٬ أكد أن التأطير المنوط بالعلماء تعزز بالنشاط الحافل الذي تقوم به النساء من الفقيهات العالمات٬ منذ عام 2004 ٬ مسجلا أن النساء ٬ في ثماني سنوات من العمل الدؤوب٬ "عززن حضورهن في مجال الإرشاد والتبليغ ٬ وتدل تدخلاتهن المباركة على تعبئة وريادة في مستوى الثقة التي حظيت بها المرأة من جنابكم الشريف في جميع الميادين٬ وهي معلم ضمن المقومات التي تؤسس لخصوصية ريادتكم للأمة٬ حتى يكون الدين كما بلغه جدكم الأكرم صلى الله عليه وسلم٬ مصدرا للهداية وباعثا مؤهلا لتكريم الإنسان".
وذكر السيد أحمد التوفيق بأن إحياء ليلة المولد النبوي الشريف مرتبط في ثقافة المغاربة٬ ولا سيما عبر القرون الستة الاخيرة ٬ بتعبئة الأمة من أجل حماية الأرض والدولة والحضارة في هذا الثغر الغربي من بلاد الإسلام .