تحل اليوم الذكرى الرابعة لحركة 20 فبراير أو « الربيع العربي » في نسخته المغربية، أو بمعنى آخر، اليوم الذي خرج فيه المغاربة إلى الشوارع، رافعين شعارات مختلفة، أبزرها الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. ويعيش موقع التواصل الإجتماعي « فيسبوك »، في هذه الأثناء، على إيقاع تدوينات حاولت أن تنظر إلى الحراك الشعبي المغربي من زاويا، اختلفت باختلاف المواقف والآراء من الحركة والشباب المغاربة الذين أيقظوا شرارتها الأولى. وحاول مجموعة من الفيسبوكيين، في هذا السياق، التأكيد على أن « حركة العشرين » يرجع لها الفضل في الكثير من المكتسبات الدستورية والسياسية والحقوقية التي عرفها المغرب، مضيفين أن خرجات الحركة الحاشدة في المدن والقرى، هي التي ضغطت في اتجاه الإستجابة الفورية لبعض المطالب السياسية والإقتصادية التي نادت بها الحركة منذ يومها الأول. ورأى فيسبوكيون آخرون أن تلك الإصلاحات كانت مجرد محاولة لإمتصاص غضب الجماهير وإيهامهم بولادة مغرب جديد بعد 20 فبراير، وسرعان ما عادت، يضيف هؤلاء، الأمور إلى سابق عهدها، بمجرد خفوت نجم الحركة لمجموعة من الأسباب الذاتية والموضوعية. وخصص العديد من الفيسبوكيين، ومعظمهم نشطاء في الحركة أو متعاطفين معها، تدويناتهم تتناول أسباب « موت » الحركة وعجزها عن تحقيق مطالبها، وأهم تلك الأسباب، في نظرهم، إصطفاف أغلب النخبة السياسية إلى جانب الإستبداد، خدمة لمصالحها الضيقة، والأكثر من ذلك أن بعض الأحزاب السياسية قامت بجني ثمار الحركة، بالرغم من أنها كانت من ضمن الأوائل الذين وجهوا لها تهمة « الخيانة » و »العمالة ». وعارض بعض الفيسبوكيين بشدة من يعلن موت الحركة، سواء بنية حسنة أو سيئة، مؤكدين على أن الأمل في التغيير مازال قائما، مادامت مطالب الحركة لم تتحقق بعد، وخصوصا عندما بات مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية الذي عقد عليه المغاربة آمالا كبيرة، فشل في محاربة الفساد وقرر، في المقابل، إصدار « عفو شامل » عن المفسدين عوض تقديمهم إلى العدالة، وفق ما جاء في تدوينات هؤلاء على الفضاء الأزرق. وهناك فيسيوكيين فضلوا إحياء الذكرى الرابعة لما يصفونه ب « عيد الشعب » من خلال إعادة نشر صور وأشرطة فيديو، تؤرخ للمحطات الهامة في تاريخ الحركة، وخصوصا تلك التي تعرضت فيها للقمع بعد خطاب تاسع مارس « التاريخي ».