قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة قطع زيارته للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا حيث يشارك في قمة الاتحاد الافريقي, غداة « عمليات ارهابية » هي الاعنف منذ ثلاثة اشهر واوقعت 30 قتيلا معظمهم من العسكريين في شمال سيناء، حسب ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية. واعلنت جماعة « انصار بيت المقدس » التنظيم الجهادي الرئيسي في مصر الذي بايع مؤخرا تنظيم الدولة الاسلامية, في تغريدة على تويتر مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي ادت ايضا بحسب مسؤولين امنيين ومصادر طبية عن سقوط ما لا يقل عن 62 جريحا بينهم تسعة مدنيين. ووقع الهجوم الاكبر في قلب مدينة العريش, عاصمة محافظة شمال سيناء واسفر عن سقوط 25 قتيلا غالبيتهم من العسكريين. واعلنت الجماعة عن « هجوم واسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح ». كما ذكرت انها هاجمت ستة حواجز امنية في مدينتي الشيخ زويد ورفح الحدودية مع قطاع غزة. وصباح الجمعة, افادت مصادر امنية ان ثلاثة طائرات عسكرية نقلت جثث 30 من ضحايا هجمات الخميس الدامي. ولم توضح المصادر اماكن سقوط القتلى تحديدا. وبحسب مصادر امنية فقد بدأ الهجوم بقصف بقذائف الهاون على مقر قيادة شرطة العريش وقاعدة الكتيبة 101 العسكرية في المنطقة الامنية في حي السلام في قلب العريش, ثم تلاه انفجار سيارة مفخخة. وبعدها بدقائق سقطت قذائف في مجمع مساكن الضباط المجاور. وقال مسؤول طبي كبير في شمال سيناء طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان « الغالبية العظمى من القتلى والمصابين من العسكريين », موضحا ان « عدد من المصابين في حالة خطرة وجاري نقلهم بمروحيات عسكرية لمستشفيات في القاهرة ». واعلن الجيش في بيان مساء الخميس ان « عناصر ارهابية قامت بالاعتداء على بعض المقار والمنشBت التابعة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون ». وارجع الجيش الهجوم الدامي الاخير « نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء ». كما وقع هجوم اخر الخميس في شمال سيناء استهدف نقطة تفتيش للجيش في رفح على الحدود مع قطاع غزة واسفر عن مقتل عسكري واحد, بحسب مصادر امنية. ولم يعلن الجيش عن اي عدد للقتلى في صفوفه في هذه الهجمات. كما امتنع المسؤول الطبي عن اعطاء اي محصلة نهائية محددة. كذلك قتل شرطي في انفجار قنبلة في مدينة السويس. من جانبها, اعلنت الرئاسة المصرية صباح الجمعة ان الرئيس عبد الفتاح السيسي سيقطع زيارته للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا التي توجه اليها لحضور القمة الافريقية. وقالت الرئاسة في بيان « في اعقاب العمليات الارهابية التي شهدتها شمال سيناء مساء أمس (الخميس) قرر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قطع مشاركته فى اجتماعات القمة الافريقية بعد حضور الجلسة الافتتاحية والتوجه إلى القاهرة لمتابعة الموقف ». ونددت واشنطن « بشدة بالهجمات الارهابية التي وقعت في محافظة شمال سيناء المصرية ». واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان ان واشنطن « مستمرة في دعمها الثابت لجهود الحكومة المصرية من اجل مكافحة التهديد الإرهابي في مصر وذلك في اطار التزامنا المستمر ازاء الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا ». وفي 25 تشرين الاول/اكتوبر, اعلنت مصر حالة الطوارئ وحظرا للتجول مدته ثلاثة اشهر مددته مؤخرا لثلاثة اشهر اخرى في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش, وجرى تجديد هذه الاجراءات لثلاثة اشهر اخرى قبل اقل من اسبوع. ورغم فرض حظر التجول استمرت الهجمات القاتلة للجماعات الجهادية المتطرفة ضد الامن في هذه المنطقة التي تعد معقلا للمسلحين الاسلاميين المتشددين الذين يستهدفون قوات الامن والجيش بشكل متواصل منذ اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. وجاء قرار السلطات المصرية بعد هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدف حاجزا للجيش في شمال سيناء واسفر عن مقتل 30 جنديا وهو الهجوم الاعنف ضد الجيش المصري في سنين. وهذا الهجوم تبنته جماعة انصار بيت المقدس التي اعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف وانضمامها الى صفوفه وسمت نفسها « الدولة الاسلامية-ولاية سيناء ». وتقول المجموعات الجهادية انها لجأت الى السلاح انتقاما من القمع الدامي للاسلاميين في مصر الذي اوقع اكثر من 1400 قتيل وادى الى توقيف 15 الفا. وقتل اكثر من 500 من افراد الامن في هذه الهجمات بحسب الحكومة التي تتهم جماعة الاخوان المسلمين المصنفة « تنظيما ارهابيا » بالوقوف خلف هذه الهجمات لكن جماعة الاخوان المسلمين تقول انها تلتزم السلم. كما بدأت مصر على اثر هذا الهجوم في اقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لمنع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين الاسلاميين المتطرفين التي تقول انهم يستخدمون الانفاق التي تربط قطاع غزة بشمال سيناء. واعلنت مصر في نهاية كانون الاول/ديسمبر انها ستوسع هذه المنطقة العازلة من 500 الى الف متر. وسيؤدي اخلاء هذه المنطقة الى ازالة أكثر من 1220 منزلا ونقل أكثر من 2044 عائلة, فيما أدى اخلاء المرحلة الأولى إلى هدم اكثر من 800 منزل ونقل اكثر من 1100 عائلة.