أثار ظهوركم بمؤخرة عارية خلال العرض الأول لفيلم "زيرو" لنورالدين لخماري في دور "بوفرطوطو" الشخصية المولعة بالفراشات، جدلا بين الفنانين ومشاهدي الفيلم لحد الآن. ألم يزعجكم ذلك؟ أستغرب كيف لمن لم يشاهد الفيلم لحدود الساعة أن يصدر أحكاما جاهزة، فالفيلم لم ينزل للقاعات سوى الأسبوع الماضي، ويبدو أن السيوف والسكاكين شحذت لمهاجمة الفيلم حتى قبل أن يشاهد، وقد اعتمد في مهاجمته على ما تم تداوله بخصوص الفيلم. الأمر ينم عن خلل يساهم فيه الاعلام الذي يبني أحكامه على مشهد مدته ثوان في عمل مدته ساعتين. فالفيلم يعالج قصة من الروعة بما كان وفيه من الجرأة السياسية والفكرية مالم يحظى به فيلم مغربي من قبل. وأؤكد لكم أن ضرورة الحكي اقتضت ذلك المشهد الذي تتحدثون عنه ولو لم تكن له ضرورة لما أقدمت على المشاركة على تصويره حتى لو كلفني ذلك الدور برمته. طيب، أنتم تنحدرون من مدينة صغيرة ولحدود الساعة لم يسبق لكم أن كنتم مثار جدل بسبب أعمالكم، ألا تتخوفون بقبولكم إظهار مؤخرتكم أمام الكاميرا ان يثير ذلك مزيدا من اللغط وسوء الفهم؟ على المغاربة أن يشاهدوا الفيلم، وإذا ثبت أن ذلك المشهد مبتدل حينئذ أنا مستعد للإعتذار. أؤكد للمرة الثانية أن سعيد باي متشبع بالثقافة المغربية حد النخاع ولا يمكنه بالمطلق أن يساهم في الانحطاط الثقافي للمغاربة. المشهد الذي تتحدثون عنه هو في الواقع لوحة من الروعة للمبدع نوالدين لخماري لمست فيه محاولة لإعادة الاعتبار للجسد ككيان، فكما تعلمون فإن الانشغال باليوم والثقافة المنتشرة اليوم لدى الغالبية العظمى من المغاربة تحاول دفن الرجل وهو حي. من جهة ثانية أتساءل لماذا نحن دائما حبيسي النظرة الجنسانية للأمور لماذا لا نحاول تجاوز هكذا نظرة؟