بعد فضيحة «سكوب مراكش» يبدو أن عدوى الصفحات الفاضحة على «الفيسبوك» بدأت تنتقل إلى مدن أخرى وتسقط عشرات الضحايا من الفتيات، فقد أثارت صور لشابات ينحدرن من مجموعة من أحياء مدينة سطات منشورة على حائط حوالي ثلاث صفحات بالموقع العالمي للتواصل الاجتماعي «فيسبوك» سخط وتذمر العديد من الأسر السطاتية، وأربكت استقرار العديد من التلميذات والطالبات، وولدت مشاهدها الفاضحة حالة من الرعب والخوف وسط العديد من فتيات المدينة. الصور الفاضحة الصادمة كما عاينتها «أخبار اليوم» على الصفحات المعنية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يستهلها ناشرو كل صفحة بالتشهير بالفتيات الضحايا، وذلك بإعطاء معلومات دقيقة ومفصلة عنهن في شكل تهكمي قدحي وبلغة مخلة بالحياء والآداب العامة، تبدأ بعرض أسمائهن الشخصية والعائلية وعناوين سكناهن والمؤسسات التعليمية التي يتابعن بها دراستهن، ثم ينتقل المشرفون على الصفحة إلى الحديث، بلغة دارجة فاضحة، إلى التعريف بمراحل سيرتهن وعلاقاتهن الحميمية، ليضمن بعد ذلك الناشرون المجهولون للصفحة كلاما ساقطا خادشا للحياء مدرجينه كتعليق على صور ضحاياهم، يدعو بشكل صريح إلى ممارسة الفساد والدعارة والتحرش الجنسي.
واستغل المشرفون على الصفحات الذين اختاروا كشعار لعملهم الفاضح «يد في يد نحيدوهم ونشوهوهم» عددا من الصور تبدو جد عادية يظهر أنها أخذت للفتيات الضحايا بمحض إرادتهن خلال الحفلات العائلية أو داخل فضاءات المسابح أو على شاطئ البحر وألصقت بها تعليقات جنسية فاضحة، فيما أخرى أخذت في لحظات خاصة، حيث يظهر أنها تجمعهن بأصدقائهن في أوضاع حميمية، كما في حالة شابة منهمكة في قبلة ساخنة مع صديقها داخل غرفة، وأخرى في وضع ممارسة المثلية مع صديقتها، وصورة لشاب يقبل صديقته، وصورة أخرى تظهر فيها فتاة تحاول أن تبرز نهديها، وأخرى تتبول وسط ساحة تحت جنح الظلام، فيما نشر القائمون على الصفحة الذين تظل هويتهم مجهولة، صورة لفتاة عارية بمفردها داخل غرفة، وصورة نشرت لفتاة تحتسي مشروبا كحوليا داخل علبة ليلية للرقص.
وشكل موضوع الصور الفاضحة لفتيات المدينة على «فيسبوك» مادة دسمة لنقاشات زبناء فضاءات المقاهي، خاصة التي توفر خدمة «الويفي» للطلبة والتلاميذ، فضلا عن رواد نوادي الأنترنت، كما عرفت الصفحات ذاتها زيارات عدد مهم من المتصفحين على الرغم من المدة القصيرة التي مرت على تداول خبرها داخل المدينة.
واستنكرت فعاليات جمعوية وناشطون حقوقيون محليون، في اتصال مع «فبراير.كوم»، هذا العمل الذي اعتبروه تصرفا مخلا بالأخلاق العامة وينتهك حرمات الأشخاص، ويشهر بالتلميذات والطالبات والفتيات المنتميات إلى المدينة، ويساهم في خلق مشاكل اجتماعية خطيرة داخل أسر المعنيات، مشددين على أن ذلك يعد فعلا عنيفا تترتب عليه معاناة نفسية، ويشكل تهديدا يمس الحياة الخاصة للفتيات الضحايا، ويندرج في إطار ظاهرة العنف ضد المرأة، ويهدد الحق في الحرية والأمن الشخصي، كما دعا ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني الذين تناهى إلى علمهم خبر انتشار الصور الفاضحة على صفحات «فيسبوك»، النيابة العامة بالمدينة ومصالح الأمن الوطني إلى فتح تحقيق مستعجل ومختص في «الفضيحة»، والعمل على ضبط هوية القائمين على هذا الفعل المخل بالقانون والأخلاق العامة وتقديمهم إلى العدالة.