كشف مصدر جيد الإطلاع بحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم الحسيمة أن أزيد من 40 منتخبا ينتمون إلى الحزب قرروا الالتحاق بحزب الاستقلال من أصل 60. ووصف المصدر ذاته هذه العملية «بالضربة الموجعة»، التي يتلقاها الحزب بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فشل فيها مرشحه في الإقليم من الظفر بمقعد في البرلمان، بعدما كانت المنطقة إحدى القلاع الحصينة لحزب الحمامة. ووفق المصدر ذاته فإن على رأس الملتحقين 6 رؤساء جماعات قروية هم رئيس جماعة «بني بوفراح»، و»بني بونصار»، و»بني كميل مساطة»، و»بني كميل المكصولين»، «بني بوشيبت» و»تاغزوت». ويعيش حزب الحمامة وفق المصادر ذاتها حالة من الارتباك نتيجة هذا النزيف، خصوصا مع ورود أنباء قوية عن استعداد إسماعيل الرايس المسؤول الإقليمي لحزب الأحرار والبرلماني السابق عن دائرة الحسيمة الالتحاق بالمجموعة نفسها، والانضمام إلى حزب «الميزان»، وهو ما سيشكل ضربة قاضية لحزب الحمامة حسب المصادر ذاتها.
من جانبه، أكد مصدر مسؤول باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال رفض الكشف عن اسمه خبر التحاق المنتخبين 60 بالحزب بإقليم الحسيمة، وأن غالبيتهم من حزب التجمع الوطني للأحرار بمن فيهم الرؤساء الستة، وأضاف في اتصال هاتفي، أن هناك مفاوضات مع منتخبين آخرين أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى الحزب، وصرح المصدر ذاته أن الحزب أصبح يُسيّر في الإقليم 20 جماعة من أصل 35 إلى حدود الساعة، ومن المرتقب أن يرتفع هذا العدد ليقارب النسبة الكاملة مع توالي الأيام وتقدم المفاوضات المفتوحة مع رؤساء جماعات آخرين، غير أن المصدر نفسه استدرك الأمر وقال إن الحزب «لا يمكن أن يقبل بانضمام رؤساء جماعات ومنتخبين من المغضوب عليهم من قبل السكان»، في إشارة إلى بعض الجماعات التي عرفت مؤخرا احتجاجات واسعة، خاصة بجماعة سيدي أحمد إمكزن.
ووصف المصدر ذاته، التحاق هذا العدد الكبير من المنتخبين «بالعودة إلى الأصل»، باعتبار أن هؤلاء المنتخبين كانوا فيما سبق ينتمون إلى حزب الاستقلال، لكنهم غادروه نتيجة ما وصفوه «بممارسات إدارية» سابقة عرفتها المنطقة، وعن السبب الذي دفع بهؤلاء المنتخبين إلى «الهجرة الجماعية» إلى حزب شباط، ربط المصدر ذاته ذلك بالسياسة التي أصبح الحزب ينهجها بعد المؤتمر الأخير الذي انتخب حميد شباط أمينا عاما، ورفع شعار «الأبواب المفتوحة»، وإن كان لم يستبعد أن يكون الدور الذي لعبه نورالدين مضيان، عضو اللجنة التنفيذية بالحزب ورئيس الفريق البرلماني بمجلس النواب، في مساندة أعضاء منتخبي حزبه من رؤساء الجماعات التي يترأسونها بالإقليم سببا في التحاقهم، خاصة ما يتعلق بمد جسور التواصل بينهم وبين الإدارات المركزية.