تقرير إخباري عن الرحلة العلمية لتاغزوت ليوم 11 ابريل 2010 التي نظمت من طرف الجمعية المتوسطية للسياحة بالريف لجنة الإعلام و التواصل في إطار أنشطتها و برامجها المسطرة، نظمت الجمعية المتوسطية للسياحة بالريف رحلة علمية إلى جماعة تاغزوت بحضور فعاليات مدنية وبعض الأساتذة الباحثين، وبتعاون مع رئيس المجلس الإقليمي لعمالة الحسيمة يوم 11 ابريل 2010 هذه الجماعة التي تعد من بين الجماعات المعروفة تاريخيا بالصناعة التقليدية، إذ تبعد عن الحسيمة بحوالي 100 كلم، تحد من جهة الشمال بجماعة بني بونصار، من الجنوب بجماعتي بني بوشيبت واخلالفة، من الشرق بجماعتي بني احمد اموكزان وبني بوشيبت، ومن الغرب بجماعة عبد الغاية السواحل. عرفت منطقة تاغزوت لقرون من الزمن بامتهان أهاليها للصناعة التقليدية بمختلف أصنافها ، والتي تكتسي حمولة ثقافية شكلت قيمة مضافة تنضاف إلى خريطة الصناعة التقليدية بإقليم الحسيمة وبالمغرب ككل. وشكل إحداث قرية الصناعة التقليدية بالمنطقة فضاء لإنعاش وتسويق منتجات الصناعة التقليدية، وتنظيم الحرفين وتكوينهم كأهم مشروع للرفع من جودة المنتوج وتحسين مداخيل الصناع التقليديين. وكذلك لضمان استمرار هذه الصناعة التي تعد مصدر عيش الكثير من عائلات ساكنة هذه الجماعة. و أثناء مباشرة الرحلة التي انطلقت من الحسيمة مرورا بالجماعات التالية: ايت قمرة، بني عبد الله، بني حذيفة وصولا إلى تارجيست كمحطة استراحة حيث التقينا برئيس المجلس الإقليمي للحسيمة، وتميز هذا اللقاء بمناقشة خصوصيات الوجهة المقصودة(تاغزوت)، وبعده تمت مواصلة مسار الرحلة عبر الطريق الإقليمية المؤدية إلى جماعة بني بونصار حيث صعوبة المسالك والانحدارات الشديدة، وتواجد غطاء نباتي كثيف ومتنوع. هذا المشهد استمر قرابة 50 كلم إلى غاية وصولنا إلى جماعة تاغزوت، حيث استقبلنا من طرف كل من رئيس الجماعة وقائد قيادة تبرانت وعدد من ساكنة الجماعة. ثم بعد ذلك توجهنا بشكل جماعي إلى قرية الصناعة التقليدية وهناك تم اللقاء ببعض ممتهني هذه الحرفة مستفسرين إياهم عن واقع حال هذه الصناعة، وعن أشياء أخرى مرتبطة بذات الصناعة، وقام فريق الرحلة بجولات جابت مختلف فضاءات القرية ، قبل أن يدعونا رئيس الجماعة لتناول وجبة الغذاء بشكل جماعي. وبعد هذا تحدث رئيس الجمعية السيد عبد المالك بوغابة عن الأهداف المتوخاة من هذه الرحلة معتبرا أنها تأتي في سياق تفعيل البرنامج المسطر لسنة 2010 للجمعية، و أن الرحلة ذات بعد علمي إجتماعي و إنساني في نفس الوقت، مستحضرا القيم المجالية لمنطقة تاغزوت كفضاء يجمع بين الموروث الثقافي المادي المتمثل في ممارسة أهاليه للصناعة التقليدية بما تقتضية من توفير الشروط الضرورية لتأهيل هذا القطاع الواعد، وبين الظروف الطبيعية الملائمة لخلق وتطوير أنشطة موازية تثمن النشاط الاقتصادي الأساسي لهذه الجماعة. كما تحدث نائب كاتب عام الجمعية السيد جمال الدين الرحموني أن الجمعية تشتغل على الربط والجمع بين ما يتعلق بالسياحة وما يتعلق بالصناعة التقليدية، كما وضح كذلك أن هذه الزيارة تندرج في إطار إبراز المضمون الاجتماعي للتآخي و صلة الرحم بأبناء هذه المنطقة، وفي نفس السياق أشار إلى أن الصناعة التقليدية تشكل عنصرا هاما في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، فهذا القطاع ذو أهمية كبرى بالدول السائرة في طريق النمو، وهي دعامة أساسية لازدهار جزء كبير من الأصناف الجديدة للصناعات الثقافية. وتطرق في الأخير إلى أن النهوض بقطاع الصناعة التقليدية بالمنطقة يستدعي تظافر جهود الجميع من مجتمع مدني ،السلطة المحلية والمنتخبون ،و أجهزة الدولة الوصية. وبعد هذه الكلمات التي اختتمت بكلمة شكر وامتنان من طرف الجميع للاستقبال المتميز الذي حظي به فريق الرحلة من مسؤولي وساكنة تاغزوت، وبعد يوم كامل من الاكتشاف والاطلاع على ما تزخر به هذه الجماعة من مشاهد طبيعية تنم عن غنى المنطقة، انطلق أفراد الفريق العلمي عائدا متخذا نفس مسار الذهاب إلى غاية الوصول إلى مدينة الحسيمة في تمام الساعة التاسعة ليلا.