اختارت القناة المغربية «ميدي 1 تي في» أن تكون قناة للتضامن، وذلك عبر تقديم برنامج شهري، بمساهمة مجموعة من الجمعيات المغربية. القناة التي لا تدخل ضمن لائحة القنوات المغربية لدى مؤسسة قياس نسب المشاهدة، وصلت نسبة مشاهدتها إلى 8.5 بالمئة من المغاربة الذين يشاهدون القنوات الأجنبية. فهل يكون الهدف من هذه المبادرة هو الرفع من نسب المشاهدة ؟ 8.5 بالمائة من المشاهدين المغاربة يتابعون برامج القناة المغربية «ميدي 1 تي في». نسبة تحتسب أصلا من نسبة المغاربة الذين يشاهدون القنوات الأجنبية، والذين تقدر مؤسسة «ماروك متري» نسبتهم ب63.8 بالمائة من المغاربة. ولا تحتسب نسبة مشاهدي ميدي1 من نسبة المشاهدين الذين يشاهدون القنوات المغربية، لأن القناة لا تدخل ضمن القنوات المغربية التي تقيس ماروك متري نسب مشاهدتها. هذه الأرقام أدلى بها الرئيس المدير العام لقناة «ميدي 1 تي في»، عباس العزوزي، وذلك على هامش ندوة صحفية قامت بها القناة، يوم أول أمس الأربعاء، بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء. وأشار العزوزي إلى أن القناة المغربية تقدمت بطلب لمؤسسة قياس نسب المشاهدة «ماروك متري» للانضمام إليها، وذلك منذ سنة ونصف، إلا أن هذه الأخيرة لم تستجب للطلب إلى حد الآن. يذكر أن القناة قد أعلنت، في وقت سابق، عن نسب مشاهدتها، وذلك اعتماد على قياس نسب المشاهدة من طرف مؤسسة خاصة. إلا أن هذه النسب أثارت لغطا واسعا، على اعتبار أن المؤسسة لم تعتمد المعايير نفسها التي تعتمدها مؤسسة «ماروك متري». وقد كان موضوع الندوة هو الإعلان عن برنامج جديد، تطلقه القناة تحت عنوان «بدون حرج تضامن». ليتحول بذلك برنامج «بدون حرج» الذي كان يناقش طابوهات المجتمع المغربي، إلى برنامج للمساعدات. وسيتم بث البرنامج الجديد، ابتداء من 24 دجنبر الجاري، الاثنين الأخير من كل شهر. ويهدف البرنامج إلى توعية وتحسيس المغاربة بمجموعة من المواضيع. وسيكون التحسيس بهدف المساعدة، إذ سيمكن البرنامج المغاربة من تقديم المساعدات، لمجموعة من الفئات الاجتماعية عبر الاضطلاع على حالاتهم الصعبة. اختارت القناة مجموعة من الجمعيات لتنطلق معها، وهي جمعية التضامن النسوي التي تعتني بالأمهات العازبات التي تترأسها عائشة الشنا، وجمعية «ساعة الفرح» العاملة في مجال مكافحة الإقصاء الاجتماعي و المهني، لرئيستها ليلى الشريف بنهيمة، و جمعية «دارنا» التي توفر لأطفال الشارع والنساء المعرضات للخطر ملجأ مع ضمان تكوين يكفل لهم كفاءات مهنية. وجمعية «إنصاف» الداعمة للنساء والأطفال في وضعية صعبة، من خلال مكافحة ظاهرة التخلي عن الأطفال وتعزيز إعادة الإدماج العائلي والسوسيو اجتماعي للنساء. وقد حضر للندوة الصحفية رئيسات ورؤساء الجمعيات المدعوين للمشاركة في أولى حلقات البرنامج. وقد تحدثوا عن مبادراتهم وتاريخ جمعياتهم مع شرح أهدافها و توضيح النتائج التي استطاعوا تحقيقها دون إغفال الصعوبات التي مروا بها. وقد أشار عباس العزوزي إلى أن القناة اختارت أن تخوض غمار تجربة جديدة، استجابة لطلبات المواطنين، الذين يبدون باستمرار، رغبتهم في المساعدة، إلا أنهم لا يجدون السبيل إلى ذلك. وذكر مدير القناة بمسار القناة التي اختارت أن تتحول من قناة إخبارية إلى قناة عامة متنوعة، لتختار الآن أن تصبح قناة عائلية. وشدد مدير القناة على كون أن هدف هذه المبادرة هو المساعدة، ولا شيء دون ذلك. إلا أن نسب مشاهدة القناة التي لا تتجاوز 8.5 بالمئة، حسب العزوزي، قد تكون هي الدافع الذي جعل القناة تتجه إلى هذا النوع من البرامج الذي يثير أكبر شريحة من المغاربة. وعن السير على منوال القنوات المغربية الأخرى في المجال الجمعوي، قال العزوزي، أن ميدي 1 لا تقارن نفسها بأي قناة أخرى، ولا تبحث على أن تكون مشابهة للقنوات الأخرى. إذ أن عمر ميدي 1 تي في لا يتجاوز سنتين من الوجود فقط. وأشار عباس العزوزي إلى أن القناة ستعلن عن برمجة السنة الجديدة، خلال شهر يناير المقبل. إذ ستتوجه القناة بمجموعة من البرامج للمشاهدين في المغرب العربي ككل، على اعتبار أن ميدي 1 هي قناة مغاربية. ولم يفوت العزوزي الفرصة للاعتزاز، بمكافأة القناة بجائزتين، وهما أحسن علامة تجارية عن فئة الخدمات، وجائزة الجمهور الممنوحة من طرف «موروكو أوردز».