اقترب المغاربة من توديع شهر رمضان الكريم، بعد مضي ما يقارب شهرا من الأجواء الروحية التي تميزه، ومتابعة البرامج التلفزيونية التي تتسابق القنوات التلفزيونية على عرضها، خلال مختلف الفترات اليومية، خاصة مع موعد الإفطار. بدورها، القنوات الوطنية انخرطت في "موضة" التسابق نحو تقديم جديدها الفني لفائدة جمهورها من جهة، ولجني أموال العائدات الإشهارية التي تتخلل عرض الأعمال الرمضانية، من جهة أخرى. وشكلت الأرقام التي أصدرتها تباعا، مؤسسة "ماروك ميتري" لقياس نسب المشاهدة، الحدث الإعلامي والفني الأبرز خلال الشهر، وكانت الضربة القوية للقنوات التلفزيونية الوطنية، التي لم تتمكن من تلبية رغبات نصف مشاهديها، الذين فضلوا الهجرة نحو القنوات الفضائية، هروبا مما عرضته القنوات المحلية في ذروة البث الرمضاني لهذه السنة، التي تعد الأسوأ في البرمجة الرمضانية، خلال السنوات العشر الأخيرة، حسب الناقد التلفزيوني عبد العالي العلوي، الذي أشار في حديث ل"المغربية" إلى أن البرمجة الرمضانية لهذه السنة لم تستفد من أخطاء السنوات الماضية، بل تمادت فيها وهو ما لمسه المشاهد المغربي، منذ اليوم الأول للشهر الفضيل، مؤكدا أنه تكررت، خلال هذه السنة، مجموعة من الملاحظات التي قدمت في السنوات الماضية، من قبيل تكرار الوجوه الفنية ذاتها، وإشكالية تخطيط شبكات البرامج، واستمرارية الاستهزاء من الشخص القروي وجعله محورا للضحك، فضلا عن الاعتماد على تغيير النطق بالكلام "التعواج" لإضحاك المشاهدين. مقابل ذلك، علمت "المغربية" أن عددا من مسؤولي القنوات الوطنية بدورهم، غير راضين على ما قدمته القنوات الوطنية، ما شكل بعض التجمعات الداخلية التي تنتقد المنتوج التلفزيوني الوطني، لتكون بذلك تجربة تاريخية في تاريخ التلفزيون، تتمثل في أن ينتقد مسؤولو التلفزيون منتوجهم المحلي، ليطرح السؤال حول من يحدد شبكات البرامج؟ وعلى أي معايير يجرب اختيار الأعمال التي "تنفق" بها القنوات الوطنية على أقوى لحظات البث السنوي. مقابل ذلك، شكلت المنتديات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ملاذ المشاهدين المغاربة، للتعبير عن "سخطهم" مما يقدم على القنوات الوطنية، ما دفع بالعديد منهم إلى إنشاء صفحات إلكترونية، تدعو إلى ضرورة الإسراع بمقاطعة مشاهدة القنوات الوطنية. وكانت القناة الأولى أكبر المتضررين في البث الرمضاني لهذه السنة، إذ لم تتجاوز عتبة 8 في المائة من نسبة المشاهدة، خلال أقوى لحظاتها، في الوقت الذي انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 1 في المائة، كما كان ينتظر المشاهدون المغاربة، أن يعاد ترتيب أوراق البرمجة الرمضانية، بعد مرور الأيام الأولى من عمر الشهر الفضيل، بيد أن تزامن شهر رمضان مع العطل السنوية لمسؤولي البرمجة والبث في القناة، أذاب حلم المشاهدين المغاربة. من جهة أخرى، نالت مجموعة من القنوات الوطنية، إعجاب الجمهور المغربي، من بينها قناة "ميدي 1 تي في"، التي استقبلت شهر رمضان للمرة الأولى، منذ تحويلها إلى قناة عامة، عوض قناة إخبارية متخصصة، قناتا "السادسة" (قناة محمد السادس للقرآن الكريم)، و"تمزيغت تي في"، اللتان حظيتا بإعجاب المشاهدين المغاربة، وفق مجموعة من الاستفتاءات التي أقامتها مجموعة من المواقع الإلكترونية.