اعتبرت المداخلات في موضوع: «وضعية المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بين واقع الإقامة واحترام حقوق الإنسان»، التي كانت محور مائدة مستديرة نظمتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالمضيق، أن التعاطي مع ظاهرة المهاجرين الأفارقة يكتسي أولوية خاصة بجهة طنجة-تطوان باعتبار تنامي الظاهرة من الناحية الكمية وموقع الجهة الجغرافي كمنطقة عبور، والتأثيرات السلبية للقضية من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتنموية. وأكد المتدخلون أن الظاهرة تقتضي، بالإضافة إلى المعالجة الإنسانية والحقوقية، مقاربات قانونية تراعي، من جهة، الإكراهات الأمنية والتنموية للمغرب، ومن جهة أخرى تراعي الوضعية القانونية للمهاجرين المعنيين، في علاقة بظروفهم المعيشية، مضيفة أن مقاربة المغرب للظاهرة تأتي انسجاما مع قناعات المغرب كبلد ديمقراطي يضمن الحقوق للجميع، والتزاما منه ببنود الدستور الجديد والمواثيق والاتفاقيات الدولية مع مراعاة مصالح البلاد والمجتمع المغربي.
وتم بمناسبة انعقاد المائدة المستديرة عرض خطة عمل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة-تطوان لرصد أوضاع المهاجرين الأفارقة، وتحديد مجال المتدخلين المؤسساتيين والجمعويين ومن المنظمات الدولية والإقليمية لمعالجة الظاهرة في أبعادها الأمنية والقانونية والصحية والاجتماعية، وإعطاء الموضوع ما يستحقه من اهتمام لإيجاد الحلول المجدية والعملية التي تراعي حقوق المعنيين وحقوق البلد المضيف.
كما تم خلال اللقاء التركيز على دور الإعلام في المساهمة في إيجاد الحلول للظاهرة، والكشف عن خطورة أوضاع المهاجرين المعنيين ومختلف الانتهاكات التي يتعرضون لها، والتحسيس بتغيير الصور النمطية والتمثلات التي تشكلت عن هذه الشريحة.
وتناول اللقاء عدة مواضيع تهم ظاهرة هجرة أفارقة جنوب الصحراء، من ضمنها: «الإدارة الترابية وظاهرة هجرة أفارقة جنوب الصحراء: المقاربات والحلول» و«دور التشريعات الوطنية والقضاء في معالجة قضايا المهاجرين المعنيين علاقة بالقانون الدولي الإنساني في مجال الهجرة»، وكذا «الآليات القانونية والدور الحمائي للمفوضية العليا في حماية اللاجئين» و«أية استفادة للمهاجرين من خدمات القطاع الصحي العمومي» و«دور الإعلام في رصد أوضاع المهاجرين» و«مقاربة المجتمع المدني لهجرة أفارقة جنوب الصحراء: مجموعة المناهضة العنصرية المدافعة عن حقوق المهاجرين والأجانب نموذجا».