عبر عدد من سكان دواوير بجماعة «مداغ» (نواحي بركان) عن امتعاضهم من استمرار ما سموه «الحيف والتهميش بجماعتهم»، بالرغم من أن الجماعة أصبحت معروفة على الصعيد العالمي لاقتران اسمها بالزاوية البوتشيشية التي تنتمي إلى الجماعة ذاتها، ووصف هشام برحو، رئيس جمعية «علاش ألا» للتنمية، واقع الجماعة خاصة دوار أولاد العمري «بالدوار المهمش إلى أقصى درجة»، قبل أن يضيف أن الجماعة ركزت عملها بالمناطق التي يحصد فيها المستشارون الأصوات، قبل أن يكشف أنه للدواعي الانتخابية نفسها تم إرضاء مجموعة من سكان بعض المنازل بتمكينهم من خدمات معينة، وهي توجد على ضفاف الوادي الذي ينبع من منطقة لمريس، والذي يهدد حياة العشرات من سكان الجماعة بشكل مباشر، في الوقت الذي كان لزاما أن تجد لهم الجماعة «حلا يقيهم شر الفيضانات». المصدر نفسه قال إن أعمال تعبيد مجموعة من الشوارع عرفت عدة خروقات، فهذه العملية تمت من دون وضع قنوات الواد الحار منذ سنة من الآن تقريبا، وغالبية سكان الجماعة لا يتوفرون على «الواد الحار»، ويكفي أن دوارا بحجم دوار أولاد العمري يبلغ عدد ساكنيه أزيد من 1200 نسمة، لم يتم ربط مساكنه بشبكة التطهير السائل إلى حدود الساعة، بالرغم من أعمال الحفر التي تمت من جديد ووضع الشبكة بعد عام من التزفيت! وبقتصر فالنشاط الأساسي للأهالي بهذه الجماعة على الفلاحة، فغالبية الشباب يشتغلون كمياومين وعمال زراعيين في الضيعات الفلاحية بضواحي بركان، وآخرون سائقون للشاحنات والجرارات، وهي الوضعية التي تمنع، حسب برحو، العديد منهم من الاحتجاج على الأوضاع التي يعيشونها، ومع قسوة هذه الأعمال لجأ بعض الشباب إلى مزاولة أنشطة أخرى كبيع البنزين المهرب من الجزائر بالتقسيط على طول الطريق التي تخترق الجماعة باتجاه السعيدية. من جانبه، اعتبر السعدي الطيب، رئيس جماعة مداغ، أن وضعية الجماعة ترجع بالأساس إلى غياب المداخيل التي تمكن من إنجاز مجموعة من المشاريع التي تتوخى الجماعة إنجازها، غير أن إنجاز مشروع «القطب الفلاحي» لبركان على تراب الجماعة سيمكن الأخيرة من مداخيل مهمة ويغير من وجه المنطقة على حد تعبيره. وقد بدأت بوادر تحسن المداخيل بتقدم مجموعة من المستثمرين بطلبات للترخيص لإنجاز مجموعة من المشاريع على أراضي الجماعة، وتم الترخيص إلى حدود الساعة لمشروعين؛ الأول يتعلق بشركة لإنتاج الأجبان، والثاني يخص شركة فلاحية مختصة في تجهيز الأراضي الفلاحية «بالكوتاكوت» وبيع المعدات التي تدخل في هذه العملية. وعن الوضعية المزرية التي تعيشها شوارع وأزقة الجماعة، أكد الطيب أن الأمر يرجع بالأساس إلى طبيعة المنطقة الفلاحية، والتي تسمح بالضرورة بانتشار الأتربة التي تنتقل من الأراضي الفلاحية إلى الشوارع وتتحول إلى أوحال خلال فترات المطر، وكشف أن الجماعة التي يترأسها بالأغلبية المطلقة حصلت مؤخرا على منحة من المديرية العامة للجماعات المحلية تقارب 400 مليون وضفتها في إنجاز شبكة التطهير السائل، وأنه في 18 من دجنبر الجاري سيتم فتح طلبات العروض المقدمة لتعبيد وتزفيت مجموعة من الشوارع بمداغ. في السياق نفسه، أكد رئيس الجماعة أن دوار «أولاد العمري» تمت إعادة هيكلته، وأن كل المباني التي توجد فوقه هي مبان قانونية تم الترخيص لها في إطار اللجنة المختصة بذلك وفق برنامج إعادة الهيكلة، الذي انطلق في مجموعة من الأحياء الهامشية بمجموعة من المدن المغربية، وعن التهديد المستمر الذي تشكله فيضانات الوادي لمنازل المواطنين، كشف الطيب أن الجماعة ستقوم بتشييد سور للحماية لإبعاد خطر الفيضانات عن السكان.