«واش حنا ما محسوبينش على هاذ البلاد؟ » بهذه الجملة خاطب مجموعة من ساكنة و مهنيي الحي الصناعي بمدينة الصويرة، المسؤولين المحليين في المجلس البلدي في لقاء مكاشفة رغم أنه تأخر كثيرا للحديث عن واقعهم المزري للمعاش اليومي . مطالب السكان تركزت حول السبل و الوسائل الكفيلة لحل مشاكل الحي الصناعي على مستوى البنية التحتية، خصوصا الواد الحار وجمع النفايات، وتزفيت الشوارع و الأزقة و تبليط الأرصفة، و الإنارة العمومية إضافة إلى معضلة استثبات الأمن، جراء التواجد الجماعي لمنحرفين من مدمني كل أنواع المخدرات، وذوي السوابق صوب خرائب الحي الصناعي، للاحتماء بعتمة ظلام الليل، مما يجبر أصحاب المحلات التجارية مع مغيب الشمس و شلل في حركة السير و الجولان، على إغلاق محلاتهم أو حظر التجول كما جاء على لسان صاحب دكان للبقالة. اللقاء الذي دعت إليه الجمعية المهنية للحي الصناعي، شهد حضورا مكثفا لساكنة الحي المتضرر، والتي عبرت عن احتجاجها بقوة على المجلس البلدي بطرح مقاربة لانجازات الولاية الجماعية الحالية في كافة أرجاء الصويرة، من تقوية شبكة الصرف الصحي و التبليط والتزفيت، و إنشاء المرافق العمومية من مراكز اجتماعية و مساجد، خصوصا حي الفرينة الذي كان عبارة عن أطلال و أصبح منتجع سكني نموذجي مطل على البحر، والتجزئة الخامسة ذات أكبر كثافة سكنية أضحت شوارعها المزفتة قبلة لهواة ممارسة رياضات الزحلقة على الإسفلت، زيادة على أحياء المدينة العتيقة المصنفة كتراث عالمي للحضارة الإنسانية من قبل منظمة اليونسكو، و التي كانت تغرق بدورها في مياه الواد الحار بعد كل تساقطات مطرية، غير أن تدخلات الضخ و التطهير عالجت الحالة بشكل نهائي. استثناء الحي الصناعي من تعميم مشاريع مجلس المدينة بررها رئيس المجلس بأن المدينة برمتها كانت مهملة لأزيد من عشر سنوات، أما الحي الصناعي فلم يعد يحمل سوى الاسم، و إشكالية التدخل المطلوبة جد معقدة عن الحل وذو حساسية مفرطة. و أمام الضرورة الملحة ونقاش حامي التزام المجلس البلدي أمام العموم، إمكانية التدخل بشكل استعجالي مؤقتا، في انتظار التوصل بخلاصة الدراسة القائمة قصد المناقشة و إتخاد القرار المناسب، لإعادة إدماج الحي الصناعي داخل النسيج الحضري لمدينة،في انتظار تسوية الوضعية العقارية لإقامة مشروع إنشاء منطقة صناعية بدوار العرب التابعة لنفوذ بشاوية المدينة على ملك غابوي. أولى بوادر ماراج خلال اللقاء وعلى اثر سؤال وجه للمجلس من قبل المتضررين حول نوعية وتوقيت التدخل، بادرت المصالح المختصة إلى تشكيل لجنة بلدية فورية و القيام بزيارة ميدانية للحي الصناعي، حيث باشرت آليات وعمال البلدية للحي لصيانة الإنارة العمومية وجمع النفايات و تعبيد الشوارع الرئيسة.