هاجم الناشط الأمازيغي أحمد عصيد الفقيه والباحث الإسلامي أحمد الريسوني وقال إن وللمرأة من العلم « ما ليس للشيخ منه إلا قدر مخ البعوضة »، في رد على مقال « الحداد على امرأة الحداد »، كتبه الريسوني في أسفل الصفحة الأولى من يومية المساء، الأربعاء الماضي. واتهم عصيد العدالة والتنمية بمعادة المرأة، والتخطيط لدفعها للعودة للعمل المنزلي لا غير، عبر جميع الوسائل، وقال « فبعد أن فشل المشعوذون و »الشماكريا » الذين حرضهم حزب المصباح على صنع فيديوهات مثيرة للشفقة، تستهدف كرامة النساء المناضلات، وفشل رئيس الحكومة الذي حاول إقناع النساء بأن يعدن إلى دور « الثريات » ويقرن في بيوتهن يخدمن الرجال الذين هم مركز العالم، (وهو ما لم تنفذه نساء البيجيدي اللواتي يملأن البرلمان، ومكاتب الوزراء والموظفين الجدُد، فكيف بالنساء اللواتي كن وراء هذه النهضة الاجتماعية منذ عقود طويلة)، بعد أن فشل هؤلاء وأولائك في إسكات صوت المرأة الحرة، انبرى الشيخ بنفسه (يقصد الريسوني) للقيام بالمهمة، فلم يكن أقل ركاكة من السابقين عليه، ولا أكثر حكمة وروية للأسف ». وبعد أن استعرض عصيد تصنيفات الريسوني ل »النساء اللواتي لا يرضى عنهن أي (نساء الحداثة) »، لاحظ أن « ما غيبه الشيخ كليا هو عقل المرأة وشخصيتها »، متابعا أن المرأة بالنسبة للريسوني « مجرد جسد لا غير، فالعلف والشعر والصدر والمؤخرة والعطر والحلي والتأثيث والمرطبات هو معجم الشيخ في الحديث عن النساء، وما يخفيه هذا الخطاب هو إصرار مرضي على إنكار عقل المرأة، الذي لم يعترف الفقهاء منه إلا بالنصف: « ناقصات عقل ». فالمرأة « عورة » ينبغي سترها ولفها في أنواع القماش وتسييج مناطق حديثها وظهورها ومشيها وشكل لباسها وهذا ما يفسر المقال كله. فعندما لا تكون المرأة إلا جسدا فإن معجم الحديث عنها لن يتعدى أسفل الحزام ». وتساءل عصيد : »أين سيضع الشيخ الإحصائيات الرسمية، التي تعتبر النساء في بعض القطاعات أزيد من النصف، والتي تعتبر الفتيات في الصفوف الأمامية متفوقات على الذكور بمعدلات مرتفعة »، موضحا « نعم متفوقات وإن بفتحاتهن وصدروهن وعطورهن وحليهن، كما أنهن بكل هذا أيضا طبيبات تضحين في مستوصفات الحضر والبادية، وفي مختبرات البحث العلمي والتقني وفي معاهد التكوين والتأهيل ولهن من العلم ما ليس للشيخ منه إلا قدر مخ البعوضة ».